فلسطين أون لاين

لطائف من ردود الأعراب والمستخفين

...
صورة تعبيرية

لقي خالد بن صفوان الفرزدق، وكان الفرزدق قبيحًا، فقال له خالد: يا أبا فراس، ما أنت بالذي "فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ"، فقال له: ولا أنت بالذي قالت الفتاة لأبيها: "يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ".

وبعث المنصور سليمان بن راشد، إلى الموصل، وضم إليه ألف فارس من العجم، وقال له: قد ضممت لك ألف شيطان تذل بهم أهل الأرض، فلما أتى الموصل عاشوا في نواحيها، وقطعوا الطريق، وانتهبوا الأموال، وانتهى خبرهم إلى المنصور، فكتب إليه: كفرت النعمة يا سليمان، فكتب إليه في الجواب "وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا"، فضحك المنصور، وعرف عذره، وأنذر له بجيش غيرهم.

وأتي بأعرابي إلى سلطان، وبيده كتاب فيه مكتوب: "هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ" فقيل له: إنما قال هذا يوم القيامة، فقال: هذا، والله، أشد، فإن يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي، وأنتم جئتم بسيئاتي فقط، وتركتم حسناتي.

وكان ابن أبي علقمة غزير اللحية كثيرها، وكان ابن والان قليل اللحية، فاجتمعا يومًا، فقال ابن أبي علقمة لابن والان يعرض بقلة لحيته: "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا"، فقال ابن والان: "قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ".

وجلس أعرابي مع معاوية على المائدة، فقدم ثريدًا كثير الدسم، ففجره الأعرابي بإصبعه إلى جهته، حتى سال الدهن إليه، فقال معاوية: "أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا"، فقال الأعرابي: لا، ولكن "سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ".

ومات لامرأة ولد، فأعطت القارئ الذي يقرأ عليه أجرة لم ترضِه، فقرأ "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعًا فاسْلُكُوهُ"، فقالت له: ما هذا الذي قرأت عليه؟ قال لها: قرأت عليه ما يناسب عطيتك، فزادته، فقرأ: "عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ".