فلسطين أون لاين

تدريس الأبناء.. المهمة الأصعب للأم في رمضان

...
مذاكرة الأطفال (أرشيف)
غزة / فاطمة الزهراء العويني:

يأتي شهر رمضان ليلقي بأعباء ثقيلة على كاهل ربة المنزل ومن تلك المهام تدريس الأبناء خاصة أن الشهر الفضيل يأتي هذا العام بعد انقطاع عاميْن عن الدراسة بسبب "جائحة كورونا"، وهي مهمة تجدها العديد من السيدات ليست سهلة في ظل ضيق الوقت الموزع ما بين العبادات والزيارات الاجتماعية وشؤون الأسرة اليومية.

تصف نجاح اسليم شهر رمضان هذا العام بأنه الأصعب عليها حيث تشعر بضغط شديد وبتعب، خاصة في ظل وجود الدراسة، "أبناؤنا يكونون في حالة من الإرهاق الشديد بسبب الدوام المدرسي والطريق والصيام".

وتضيف: "تكون مهمتنا كأمهات التخفيف عنهم ودفعهم للنوم لنيل قسط من الراحة، فيستيقظون عصراً، حينها نكون قد انشغلنا بالتحضير لطعام الإفطار، وبعدها التنظيف والترتيب وصلاة العشاء والتراويح فلا يتبقى أي وقت للدراسة".

وتشير إلى أنها اضُطرت لتقليل فترة القيلولة لأبنائها لتدريسهم قليلاً قبيل أذان العصر، "لكن الوقت غير كافٍ فالأطفال يحتاجون إلى وقت طويل ليفهموا دروسهم في الوقت العادي فما بالك وهم صائمون؟!، كما أن كل مادة تحتاج إلى ساعة على الأقل وهو أمر من المستحيل توفيره في رمضان".

وإذ تتفق نداء موسى مع ما ساقته اسليم، تقول:" بالكاد يقومون بحل واجباتهم المدرسية أما المراجعة فأحاول معهم بعد الإفطار، لكن الأمر ليس سهلاً فهناك العديد من المسئوليات الأخرى".

تخفيف الأعباء

بينما تنصح نسرين السقا الأمهات بتخفيف الضغط الواقع عليهن في رمضان خاصة في فترة الاختبارات المدرسية بطهي "أطباق سهلة" أو تقليل عدد الأكلات التي تطهوها، والحد من "الجلي" باستعمال أدوات مصنوعة من الكرتون والبلاستيك.

وتضيف: "ينبغي أن يراعي الأب ظروف الأم وقتها ولا يرهقها بالطلبات ويتعاون معها قدر الإمكان، كما يمكنها تنظيم وقت أطفالها وتخصيص وقت للنوم والدراسة مع عدم إجبار الأطفال دون سن العاشرة على الصيام في فترة الاختبارات".

المستشارة التربوية حكمت المصري بينت أن رمضان شهر واحد في السنة لكن الأعباء التي يلقيها على كاهل المرأة تعادل عدة أشهر، كالعبادات والزيارات الاجتماعية، وعبء تدريس الأبناء بعد عاميْن من الانقطاع عن الدراسة خلال فترة "كورونا".

وتقول: "تدريس الأبناء يسبب ضغطا كبيرا على المرأة خاصة أن المعدل الإنجابي لدينا كبير فالأسر في المتوسط لديها من 5-7 أبناء، فيكون لدى الأم غالباً طلاب موزعون على مختلف المراحل الدراسية".

وبغض النظر عما إذا كان الأبناء متفوقين أم لا، فإنهم محتاجون –وفق المصري- أثناء دراستهم إلى توجيه ومساعدة سواء من الأب أو الأم خاصة في ظل الفاقد التعليمي الكبير، وأنّ معلومات المنهاج كلها تراكمية، "وغالباً لدينا ما تكون هذه المهمة من مهام الأم التي تبذل جهداً كبيراً في استرجاع المعلومات وتبسيطها وتحويلها من معلومات مجردة لمحسوسة".

وتشير إلى أن كثرة المواد الدراسية بما فيها المرحلة الابتدائية يلقي بأعباء كثيرة على الأم كونها مرحلة تأسيس، مبينة أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس في قطاع غزة تحول دون قدرة أغلب الأمهات على إرسال أطفالهن لمراكز تقوية ما يجعل هناك عبء مضاعف عليها وهذا الأمر يرهقها نفسياً وتصبح عصبية غير قادرة على التحمل وقد تصل في مراحل متقدمة للاكتئاب.

وتلفت إلى أننا كبشر لنا قدرة نسبية على التحمل فلا يوجد امرأة حديدية ما يستدعي مشاركة الزوج والأبناء الكبار، مبدية أسفها لأن أغلب الرجال يعتبرون طالما أنهم صائمون ليس لهم علاقة بأي شيء داخل المنزل، فيقضون وقتهم في النوم تاركين كل المسئولية على المرأة وفي الوقت ذاته يغضبون إذا اشتكت أو تعاملت بعصبية.

جدولة المهام

وتنصح الأمهات بجدولة يومها وأبنائها الطلاب خلال رمضان خاصة الصائمين منهم، والحرص على تناول وجبة السحور، "فطلاب الفترة الصباحية يمكن أن يرتاحوا حتى قبيل أذان العصر، ثم يؤدي الواجبات ويذاكر حتى صلاة المغرب".

أما الفترة المسائية فيمكن تدريسهم بعد العصر لمدة ساعة فإذا وجدت طفل الأم طفلها مجهدًا يمكن تركه إلى ما بعد الإفطار، "فإذا فوجئنا بزيارات اجتماعية فإننا يمكننا أن ندرس بعد صلاة الفجر".

وحثت الأمهات لعدم إهمال الدراسة خلال رمضان ولو على قدر المتابعة اليومية البسيطة ما يمكنهن من معرفة نقاط الضعف لدى أبنائهن، حتى لا يعانين في فترة المراجعة للامتحانات النهائية التي ستكون بعد عيد الفطر.

وبالتنظيم وجدولة المهام منذ بداية الشهر – وفق المصري- يمكن للأم أن تتمكن من الإيفاء بالجزء الأكبر من مهامها في رمضان، "أما التأجيل والتسويف فسيوقعها في مشاكل كبرى، كما يمكن للأم أن تخفف مسئولياتها في الأيام التي يكون فيها اختبارات، بالاكتفاء بطبخ كميات محددة، وأصناف قليلة حتى تختصر وقتها في المطبخ وتكون قادرة على تدريس أبنائها بعد الإفطار".