تشتد المنافسة وصولا إلى التصفيات النهائية بين 32 فريقًا على ملعب التضامن الشعبي، بمخيم الشابورة في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
مئات المواطنين يصطفون حول الملعب لمتابعة الدورة الرمضانية لكرة القدم، يوميا من بعد صلاة العصر حتى قبيل أذان المغرب.
وتسود أجواء من الإثارة والترقب والتشجيع الحار للفرق الشعبية التي تكتسب معظمها أسماء لشهداء من المدينة الحدودية.
ويعد الملعب الرملي مصدرًا للمتعة لأبناء رفح الذين يحضرون من أرجائها لمتابعة الدورة الرمضانية الأكبر على مستوى الساحات الشعبية في رفح.
أحمد شيخ العيد المكنى بـ"أبي أسامة" ذو الـ64 عاما من مخيم الشابورة، لم يخفت شغفه في متابعة المباريات في الملعب رغم كبر سنه، وفق حديثه لصحيفة "فلسطين".
ويقول: "الملعب بمثابة متنفس لأهالي المخيم يفرغون فيه طاقاتهم، لاعبين أو متفرجين على حد سواء"، مشيرا أن علاقته بدأت مع الملعب لاعبا في طفولته وشبابه.
ويعرب شيخ العيد عن أمله بتطوير الملعب وتقديم الدعم المناسب من الجهات ذات العلاقة، لإصلاح أرضيته الرملية على الأقل.
دوريات رمضانية
بدوره، يخبر الشاب محمد أبو مطر، أنه لا يفوت مباراة على أرض الملعب ويتابع مجرياتها خصوصا تلك التي تقام ضمن الدوريات الرمضانية.
ويمضي إلى القول في حديثه لصحيفة "فلسطين": "المباريات هنا قوية والمنافسة شديدة، كما أن المتفرجون يشجعون بحرارة، وهو الأمر الذي يضفي متعة على المشاهدة".
ويلفت أبو مطر أن الوقت الذي يقضيه في متابعة المباريات في الملعب بمثابة ترويح عن النفس قبيل الإفطار.
بين ثلاثة شوارع
من ناحيته، يشير محمد أبو شلهوب (46عاما) أحد المشرفين على إدارة ملعب التضامن، أن الملعب تأسس سنة 1973، وقامت عليه بطولات كروية كثيرة، ويعتبر من أهم الملاعب الشعبية في محافظة رفح، إلى جانب ملعب برقة.
وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "ملعب برقة توقف عن العمل منذ عدة سنوات، أما ملعب التضامن لا يزال يحتضن البطولات طوال العام، ويشهد زخما أكبر في شهر رمضان المبارك".
ويلفت أبو شلهوب إلى فئات المتفرجين على البطولات، إذ تتنوع بين الشباب والشيوخ والأطفال وذوي الهمم، الذين يبدون حماسًا كبيرًا في التشجيع خصوصا أنهم حرموا من تنظيم البطولات لمدة سنتين بسبب أزمة كورونا.
وينبه إلى أن لاعبين كبارًا وعشرات النجوم في كرة القدم تخرجوا من ملعب التضامن الشعبي، منهم عبد اللطيف البهداري كابتن منتخب فلسطين، وسلامة الرجيلات ومعين المغربي ولاعبون كثر تفرقوا بين الأندية في قطاع غزة، وحققوا بطولات مع نواديهم.
ويوضح أبو شلهوب أن تنظيم البطولات وإدارة شئون الملعب تتم بجهود ذاتية، معربا عن أمله بتقديم المؤسسات ذات العلاقة مساهمات من أجل تطويره وإنشاء شباك حديدية حوله، كونه يقع بين ثلاثة شوارع رئيسة تنشط فيها حركة المركبات.