فلسطين أون لاين

تقرير ربع قرن على نشأة الاعتصام الأسبوعي .. أهالي الأسرى في غزة يتوقون لأبنائهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

منذ 25 عامًا، تداوم نجاة الأغا على الحضور لمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، لإيصال رسائل دعم لابنها الأسير ضياء المعتقل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1992، والمحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة.

ولم تتردد الأغا (72 عامًا) في يوم من الأيام عن الحضور والمشاركة في جميع الفعاليات التضامنية مع الأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال.

فمنذ نشأة الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى عام 1997، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشارك الأغا في كل فعالياته.

وقد اقتصر الاعتصام الأسبوعي الذي خصص يوم الخميس، في بدايته، وفق الأغا، على عدد من أمهات الأسرى كوالدة الأسير جبر وشاح، وأم الأسير إبراهيم بارود، وزوجة الأسير نافذ حرز. 

وتبلورت فكرة الاعتصام الأسبوعي لأهالي أسرى القطاع بناءً على توصيات خرجت من إحدى ورش العمل التي نظمها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عام 1997، وفق المختص في شؤون الأسرى رفيق حمدونة.

برنامج الزيارة

وتقول الأغا لصحيفة "فلسطين": "كنا نعتصم يوم الخميس أمام مقر الصليب الأحمر، ومع تطور برنامج الزيارات وتغير مواعيدها نقل الاعتصام إلى يوم الاثنين"، مضيفة أنه مع مرور الأيام تطورت الفعاليات وشكل الاعتصام، وبدأ أبناء شعبنا وأمهات وزوجات الأسرى وفصائل العمل الوطني والإسلامي والمؤسسات العامة في هذا المجال يشاركوننا فيه إلى أن أصبح على وجهته الحالية.

وتؤكد أن الاعتصام أصبح مقدسًا بالنسبة لها، ولا تغفل عنه يوما، كونه يبقيها على تواصل مع ابنها التي حرمت من زيارته أكثر من مرة كان آخرها خلال السنوات الخمس الماضية، بذريعة "المنع الأمني".

وتشدد على أنها لن تتخلى عن الحضور والمشاركة في الاعتصام حتى تحرير جميع الأسرى من خلف القضبان، موضحة أن الهدف من إقامة ونشأة الاعتصام هو إيصال معاناة أسرانا للعالم، وتفعيل قضاياهم، والبقاء على تواصل معهم وطمأنتهم، وإفشال كل محاولات الاحتلال الرامية لتجهيلهم وعزلهم عن العالم.

تواصل مستمر

وأكد منسق لجنة أهالي الأسرى الأسير المحرر جواد عويضة أهمية الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى كونه ينقل آهات ومعاناة المعتقلين وذويهم، والجرائم التي يتعرضون لها خلف القضبان، ولحث المؤسسات الدولية للقيام بدورها لحماية الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم.

ويقول عويضة لـ"فلسطين": إن أهمية الاعتصام تكمن في نقل صور حية لمعاناة الأسرى وذويهم، كما يُبقي الأهل والأسير على تواصل ومشاركة دائمة لأفراحهم وأحزانهم "فالأسرى يتابعون الاعتصام عبر الإذاعات والفضائيات المتاحة لهم".

ويضيف أن بداية الاعتصام كانت لدعوة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية للقيام بمسؤولياتها والعمل على توفير الحماية الدولية للأسرى ووقف الجرائم الممارسة بحقهم، مشددا على أهمية الاعتصام ومشاركة الكل الفلسطيني فيه لما من شأنه أن يشكل قوة ضغط على المؤسسات المعنية بقضايا الأسرى، والاحتلال، للاستجابة لمطالبهم، في ظل تراجع دور "الصليب الأحمر" في التعاطي مع قضايا المعتقلين.

ويقول مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر: إن ارتفاع أعداد الأسرى في السجون بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 شكل تحوّلًا في إشعال الفعاليات التضامنية معهم، ودفع الأهالي ومتضامنين معهم ومؤسسات تعنى بقضاياهم للمشاركة في الاعتصام، والعمل على إبراز معاناتهم والجرائم الممارسة بحقهم محليا ودوليا.

وبين الأشقر لـ"فلسطين" أن اختيار مقر الاعتصام أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة جاء كونها منظمة دولية معنية بحقوق الإنسان تعمل في مناطق النزاعات والحروب وعلى اعتبار أنها وسيط بين الدول، لأنها المسؤولة عن زيارة الأسرى داخل السجون وتنظيم زيارة الأهالي لأبنائهم ونقل الرسائل بينهم.

وأضاف أن الاعتصام شهد بعد انتفاضة الأقصى نقلة نوعية، حيث شاركت فيه جمعيات ومؤسسات تعنى بقضايا الأسرى وبعضها تكفلت بتسيير حافلات لنقل الأهالي من منازلهم إلى مقر الاعتصام، ثم بدأت الفصائل الوطنية والإسلامية تهتم به وتدعو أنصارها للمشاركة في فعالياته، ثم أخذت بعض الشخصيات الوطنية ونواب المجلس التشريعي وقيادة الفصائل تشارك فيه ما دفع وسائل الإعلام لتغطيته ونقل وقائعه بشكل دائم.