- كان ردنا حازما.. من أراد التوسط فليذهب للجم اعتداءات الاحتلال
- منذ "سيف القدس" استطاعت المقاومة فرض معادلات جديدة على المحتل
- المقاومة وحدت الساحات ونقلتهم لمرحلة جديدة في الصراع
- نموذج جنين سنراه في كل المدن وشعبنا سيواصل التمرد
حذر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الحكيم حنيني، الاحتلال الإسرائيلي من أن يد المقاومة على الزناد وأن أبناء الشعب الفلسطيني مستعدون لتقديم الغالي والنفيس من أجل المسجد الأقصى المبارك إذا ما حاول الاحتلال الاعتداء عليه.
وأكد حنيني في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن الشعب الفلسطيني وقف سدًّا منيعًا أمام الجرائم الإسرائيلية ومحاولة المستوطنين الدعوة "لذبح القرابين" في ساحات المسجد الأقصى، وأن الشعب استطاع مرحليًا أن يصد الهجمة ويمنعها.
وقال: "حتى لو انتهت معركة صغيرة إلا أن الشعب سيواصل الدفاع عن أرضه، وما زال –رغم الصد– مرابطًا في ساحات المسجد الأقصى محتسبًا يدافع عن قدسية الأرض الطاهرة".
رد حازم
ولفت إلى أن العديد من الوسطاء تدخلوا من أجل تهدئة الأوضاع، لكن "كان رد حماس حازمًا أنه ما دام هناك اعتداء فمن حق شعبنا استخدام كل الوسائل للدفاع عن أرضه، ومن أراد التوسط فليذهب للاحتلال ويلجم اعتداءاته، وأننا كمقاومة ندافع عن مقدساتنا وشعبنا الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية".
وشدد حنيني على أنه منذ معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في مايو/ أيار الماضي استطاعت المقاومة فرض معادلات جديدة على المحتل المجرم.
وتابع: "ما زلنا نتنعم بظلال الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في "سيف القدس" فما زال أثره قائمًا، مدللًا على ذلك بتراجع غلاة المستوطنين عن "ذبح القرابين" وعن بعض الإجراءات الاستفزازية، التي تؤكد الخوف من تدخل المقاومة.
وشدد على أن استمرار جرائم الاحتلال والتي يستهدف فيها المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية يحتم على الشعب الفلسطيني الاستمرار بكل أشكال المقاومة التي لا يمكن أن تتوقف، لاستعادة أرضه وحقوقه ما دام هناك احتلال.
ولفت إلى أن التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة له دلالات واضحة، وأن الشعار الذي بات يردده المشاركون في كل مظاهرة (حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف)، يؤكد أنه يثق بالمقاومة، وأنها من ستنجز له التحرير وكنس الاحتلال وليس الطرق الأخرى التي مل الشعب منها ولم تثمر شيئًا.
المشهد بالضفة
وحول المشهد بالضفة الغربية، أكد القيادي في حماس، أن الضفة سجلت لحظات بطولية في تاريخ الشعب الفلسطيني، فقدمت الشهداء وأثخنت في الاحتلال، ونفذ أبطالها عمليات في الداخل المحتل، وفي وسط مستوطناته واستطاعت تسجيل نقاط في المعركة وأسطر من ذهب للدفاع عن المقدسات.
وأشار حنيني إلى أن هناك المئات من المصابين والمعتقلين، معتبرًا ذلك "عطاءً عظيمًا، يؤكد أن المقاومة ستبقى حاضرة".
وقال إنه "لا خوف على المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني، الذين يكونون بالمرصاد وسيبقون على خط حماية المقدسات، حتى لو دفعوا أعمارهم، وأن بسالة الشعب بالضفة وفي كل أماكن وجوده، تدلل على عطائه ومقاومته".
ولفت إلى أن الضفة في الأيام السابقة سجلت سطورًا من ذهب في البطولة والدفاع عن الأقصى والتضحية من أجل الوطن، مردفا: "إننا مهما قدمنا من شهداء وأسرى وجرحى، فهذا حقنا الطبيعي وواجب شرعي ووطني يحتم علينا الدفاع عن وطننا والمسجد الأقصى مهما قدمنا من تضحيات".
صاعق تفجير
وبخصوص تصاعد عمليات المقاومة بالضفة، قال، إن الصاعق المتوفر والدائم لبقاء أبناء الشعب الفلسطيني يدهم على الزناد هي جرائم الاحتلال واعتداءاته على الأرض والمقدسات، مؤكدًا أن هذا الصاعق جاهز للتفجير وأن أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة والداخل المحتل مستعدون دائمًا للدفاع عن حقوقهم.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يتعلم الدروس من التاريخ الماضي، وأن الإجراءات الاستفزازية وزيادة العدوان، تزيد الشعب الفلسطيني تمسكًا بالمقاومة وترفع وتيرتها رغم كل محاولات وإجراءاته بالهدم والاعتقال.
ولدى سؤاله، إن كانت عمليات المقاومة قد تنتقل من مرحلة العمليات الفردية للعمليات المنظمة، قال حنيني إن ذلك وارد، لأن الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال يتمثل في استخدام كل وسائل المقاومة، من سلاح، وحجارة، ومولوتوف، مؤكدًا أن ذلك حق شرعي كفلته القوانين الدنيوية والشرعية، وأن كل أشكال المقاومة مفتوحة.
عن توحيد الساحات بين الضفة والقدس وغزة والداخل، قال حنيني، إن ما بعد معركة "سيف القدس" ليس كما قبله، وأن وحدة الساحات هي نعمة للشعب الفلسطيني انطلقت من الداخل المحتل، وأيضا من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان الذين حاولوا اقتحام حدود فلسطين التاريخية، وباتوا على قلب رجل واحد.
وحدة ساحات
وأكد أن هذه الوحدة تنقل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال توحدهم فيها المقاومة، بعدما ظن المحتل أنه أذاب أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وأدخلهم في نظامه، لكنهم فاجؤوه معلنين أن الجهد الذي بذله الاحتلال طيلة أكثر من سبعين عامًا فشل، وأنها لم تزدهم إلا تمسكًا بحقوقهم ووطنهم، معبرًا عن أمله أن تكون توحيد الساحات والجهود لها أثر إيجابي في تسريع التحرير.
وعن إمكانية تعميق نموذج جنين في كل المدن، قال، إن نموذج جنين هو نموذج سنراه في كل المدن الفلسطينية، وأن الشعب سيواصل تمرده على الاحتلال، لافتًا إلى أن دور الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة سلبي، من خلال ملاحقة المقاومين واعتقالهم، ويجب أن يرفعوا يدهم عن المقاومين.
وبشأن تصاعد المشهد في فلسطين بعد قمة التطبيع الأخيرة بالنقب، ذكر أن العمليات البطولية التي نفذها المجاهدون الأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني توجه رسالة من شقين لمثل هذه اللقاءات "الممسوخة"، أحدها للجانب العربي الذي اجتمع مع الاحتلال أنه مهما أقمت من أحزمة حماية واتفاقيات أمنية، فلن يكون هناك أمنا له ما دام محتلا للأرض، والشق الثاني أن التطبيع لن يفيدهم في شيء إلا الخذلان، وأنهم لن يستطيعوا حماية الاحتلال، وأنه لن يستطيع تقديم شيء.