قائمة الموقع

ليالي رمضان في البحرين.. ألعاب تراثية و"قرقيعان"

2022-04-18T10:24:00+03:00
صورة تعبيرية

يقضي الأطفال البحرينيون جزءًا من وقتهم في شهر رمضان في لعب الألعاب الرمضانية التراثية، وعلى رأس تلك الألعاب، لعبة الغزوة، والخاتم والخشيشة والخبصة التي يتفنن الصغار والصبية في ممارستها خلال ليالي الشهر الكريم.

وتعد هذه الألعاب جزءا من الموروث الشعبي لدولة البحرين، ويشجع الأهالي أطفالهم على ممارستها، فمن شأنها تعزيز اللحمة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، ولكونها من الموروثات الفكرية والتاريخية التي يجب الحفاظ عليها ونقلها لأبناء الجيل بدلًا من الألعاب التكنلوجية الحديثة التي لا تورث سوى العزلة الفكرية، كما يؤكد مختص الآثار والتاريخ والتراث الشعبي محمود عبد الصاحب.

ويوضح أن لعبة الغزوة أو الحرب تخص الذكور وحدهم، يجتمع فيها عدد من الأطفال الأقوياء والأشداء في فريق ويتسلّح كل منهم بالعصي، ويقفون على حدود الفريق الذي يريدون مهاجمته.

وبينما يكون أولاد الفريق الآخر قد عرفوا مسبقاً مَقْدم هؤلاء، يقوم رئيس الفريق المُعتدى عليه ويردد بحماس الأهازيج التي تثير في جماعته الشجاعة لرد الفريق الآخر، ومن ثم يرد الفريق الأول بعبارات حماسية مماثلة.

وهكذا، حتى يشتبك الفريقان، ومما لا شك فيه أن هذه العادة الرمضانية هي بقايا عادات الفتوة والفروسية لدى العرب، كما يرد في كتاب "من تراث البحرين الشعب"، لمؤلفيه: صلاح علي المدني، وكرم علي العريّض.

كما يلعب الفتية "الدحروي" وهي لعبة رياضية يحتاج اللاعب لكي يلعبها إلى إطار حديدي مستدير (كإطار دراجة هوائية قديمة) وعصا من الجريد أو سلك من الحديد منحني الرأس، حيث يمسك الفتى بالعصا ويستخدمها لدحرجة الإطار وهو يركض إلى نقطة معينة، والفائز هو من يصل إليها قبل الآخرين دون أن يقع إطاره على الأرض.

ومن الألعاب المسلية للبنات وأحياناً تشترك مع الصبيان لعبة "الخشيشة"، وتتم بطريقتين حيث يختبئ الأطفال ويبحث عنهم طفل واحد أو على شكل فريقين يختبئ الفريق الأول ويبحث عنهم الفريق الثاني وهكذا.

ألعاب الفتيات

كما أن هناك عددا آخر من الألعاب التي تمارسها الفتيات ومنها لعبة اللقفة التي هي عبارة عن خمس حصوات متوسطة الحجم تقذفها الفتيات عاليا ثم تمسكها، كما أن لعبة الخبصة من الألعاب التي تتطلب شطارة لكسب كل ما لدى المجموعة من الخرزات وتكثر هذه اللعبة في أيام شهر رمضان.

أما لعبة السكينة التي تتفنن فيها الفتيات ويظهرن رشاقتهن ومهارتهن في هذ اللعبة التي لا تتطلب سوى علبة فارغة أو حجر ضعيف، ويسمى (القيس) ويتم رسم مستطيل على الأرض ثم يقسم إلى ستة مستطيلات وكل مستطيل له اسم، مع رسم نصف دائرة في أول المستطيل..

وتلعب الفتيات برفع أرجلهن اليسرى، مع دفع القيس بالرجل اليمنى وهي تحجل ثم تستريح بإنزال رجلها في إحدى خانات المستطيل أو البيوت كما تدعى، وهكذا حتى يتم الوصول لآخر بيت عندما تنتهي من البيوت جميعها، تقذف بالقيس من خلف ظهرها من فوق الرأس لتلعب غيرها..

"القرقيعان"

وفي ليلة نصف رمضان، أو ما يسمى "القرقيعان" ورقصة "الفريسة" الملازمة له، يحتفل البحرينيون بهذا الموعد، تيمنا بعادات ورثوها عن أجدادهم، إذ ينتشر الصبيان والبنات بملابسهم الشعبية الملونة في الشوارع فيطوفون البيوت ويقرعون أبوابها لينشدوا الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة ويتلقون من الأهالي "المكسرات" والحلويات التي تمتلئ بها الأكياس المتدلية من رقابهم فيفرحون بها رغم بساطتها.

ويؤكد عبد الصاحب أن تلك الألعاب تتسم بالسهولة والبساطة الممزوجة بروح من المنافسة والتسلية والمرح وتؤدى بصورة جماعية ومن شأنها تقوية الروابط الاجتماعية وتزيد روح الألفة والمحبة بين أفراد الحي وأبناء الجيران.

اخبار ذات صلة