فلسطين أون لاين

تقرير 64 أسيرًا غزيًّا قضوا في سجون الاحتلال.. تصفية بالرصاص وقتل بالإهمال الطبي

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

يعيش أبناء وأحفاد الشهيد سعد الغرابلي، من سكان حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، حالة فقد كبيرة رغم مرور قرابة العامين على استشهاده داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أنهكته الأمراض وسياسة الإهمال الطبي المتبعة بحق الأسرى الفلسطينيين.

ولم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله في 11 يوليو/ تموز 1994، والحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، بل مارس الإهمال الطبي بحقه حتى أعلن استشهاده في يوليو/ تموز 2020، عن عمر (74 عامًا).

وألحق استشهاده مأساة كبيرة بأبنائه الـ9 وأحفاده وهم بالعشرات، ولا يعرفون عنه شيئًا لكنهم يسمعون عن قصصه دائمًا من خلال آبائهم.

وكان الغرابلي الذي استشهد بعمر (74 عامًا) تعرض خلال سنوات اعتقاله الـ 26، للعزل الانفرادي قرابة 12 سنة متواصلة.

ويقول عصام نجل شهيد الحركة الأسيرة سعد الغرابلي، إن والده لم يكن يعاني أي أمراض قبل اعتقاله، إذ كان يتمتع ببنية جسدية قوية.

"لكن بعد اعتقاله بفترة بدأت حالته الصحية تتراجع، فأصيب بأمراض مزمنة: الضغط والسكري، إضافة إلى التهابات حادة في البروستاتا تطورت لاحقًا إلى سرطان"، كما يضيف عصام لصحيفة "فلسطين".

وتابع، أن أطباء إدارة سجون الاحتلال كانوا يمنحون والده المسكنات فقط عندما كان يشتد عليه الألم ويطلب منهم تحويله إلى المستشفى.

ولم يشفع للغرابلي تقدمه في العمر أمام ضباط "الشاباك" وإدارة السجون.

واستمر تعامل إدارة سجون الاحتلال هكذا مع الغرابلي حتى أعلن عن استشهاده كما حصل مع آخرين بنفس الطريقة خلف قضبان السجون.

وتؤمن عائلة الغرابلي كما يقول عصام، أنه لولا سياسة الإهمال الطبي لكان والده على قيد الحياة.

ولم يكتفِ الاحتلال بالتسبب بقتله، بل رفض تسليم جثمانه لعائلته، محققًا بذلك تطلعات عوائل جنود إسرائيليين مفقودين بغزة لا تريد وصول جثامين الشهداء الأسرى إلى ذويهم.

ولم تتوقع يومًا أن تستقبل عائلة العمور من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، نبأ استشهاد نجلها سامي داخل سجون الاحتلال بعد رحلة طويلة مع المرض.

والعمور من مواليد عام 1982، واستشهد في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وبحسب قول أنور العمور عن حالة شقيقه سامي قبل استشهاده، أنه في أثناء مرضه رأى الويلات من إدارة السجون وقد تعمدت إهماله طبيًا وقتله بالبطيء.

وأضاف، أن حالته الصحية كانت جيدة رغم إصابة بالأمراض المزمنة، لكن في آخر 3 شهور ساءت حالته كثيرًا.

وأضاف: إن إهمال إدارة سجون الاحتلال لحالته الصحية وإعطاءه المسكنات فقط أدى إلى استشهاده.

ورفض استمرار سلطات الاحتلال احتجاز جثمان شقيقه الشهيد، وطالب باستعادته في أقرب وقت ممكن حتى يوارى تحت الثرى بطريقة لائقة.

وتفيد تقارير وإحصائيات بأن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع إلى 227 أسيرًا.

وبحسب وزارة شؤون الأسرى والمحررين بغزة، فإن 64 أسيرًا من غزة استشهدوا لدى الاحتلال بعد اعتقالهم.

وتتنوع أدوات الاحتلال التي أدت إلى استشهاد هؤلاء الأسرى، كما يفيد مسؤول الإعلام في الوزارة إسلام عبده، وهي تشمل التعذيب حتى الموت، والتصفية بإطلاق النيران، والإهمال الطبي.

وبيَّن عبده لـ"فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 8 أسرى من غزة استشهدوا في السجون؛ وهم: سامي العمور، أنيس دولة، عزيز عويسات، فارس بارود، نصار طقاطقة، بسام السايح، سعد الغرابلي، كمال أبو وعر.

وعدَّ أن سياسة الإهمال الطبي ممنهجة تتعمد سلطات الاحتلال من خلالها ترك الأسرى عرضة للمرض ينهش في أجسادهم حتى يتغلغل فيها، ويصل المريض إلى مرحلة متأخرة من العلاج.

وأشار إلى أن 600 أسير مريض بحاجة إلى رعاية طبية، وتتبع إدارة السجون سياستها الممنهجة بهدف قتلهم، حتى إن المحررين من الأسرى يحملون معهم آلامًا وأمراضًا أصيبوا بها داخل السجون، ووصلوا مرحلة من الصعب الشفاء منها.

وطالب اللجنة الدولة للصليب الأحمر ومؤسسات المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لوقف سياسة الإهمال الطبي، والإفراج عن جثامين الأسرى الشهداء، وهم إما في ثلاجات الموتى أو "مقابر الأرقام".