وصف رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر ما حدث داخل باحات المسجد الأقصى من اعتداءات من قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين بـ"الجريمة المخطط لها والمنظمة".
وأكد خاطر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تحاول الوصول إلى مستوى فرض الهيمنة على المسجد الأقصى عبر استغلال المناسبات التلمودية والدينية وتحقيق ذلك الهدف.
وقال إن ما حدث في المسجد الأقصى بعد تأدية المصلين صلاة فجر الجمعة من اقتحام القوات الخاصة للحرم القبلي واعتقال المئات من المصلين والاعتداء عليهم بطريقة همجية ليس أمرًا عاديًّا، مضيفا أن المناسبات الدينية لدى اليهود هي مقياس للاحتلال حول الوضع في المسجد؛ فمن خلالها يقيس الأمور ويعرف كيف يتصرف في المرات القادمة خلال أي مناسبة أو حدث.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تعمل على تكييف وضع المسجد الأقصى مع المناسبات الدينية اليهودية، ومساعدة المستوطنين والمتطرفين في اقتحام باحات المسجد، وفقا لمخططاته.
ولفت إلى أن الاحتلال اعتقل الجمعة الماضية أكثر من 500 مواطن مرة واحدة، وأفرج عن جزء ولا يزال الجزء الآخر معتقلين وينتظر عرضهم على المحكمة، والهدف من تلك الاعتقالات إرهاب المصلين وإشعار من يريد الصلاة في الأقصى أنه ذاهب إلى ساحة حرب.
وبين أن الاحتلال يحاول من خلال اعتداءاته الأخيرة على المسجد الأقصى إفراغ الحرم من المصلين، ومنع المعتكفين والمصلين من الانتظار من الفجر حتى صلاة الجمعة، منوها إلى أن حكومة الاحتلال تريد تحويل المسجد المبارك إلى مجرد مكان لإقامة الصلوات الخمس فقط، والخروج من المسجد مباشرة، وعدم السماح لأحد بالجلوس فيه خارج أوقات الصلاة.
وتابع أن الاحتلال يحاول من خلال تلك الإجراءات السيطرة على المساحة الزمانية بشكل كبير لتسهيل اقتحامات المستوطنين الذين يخافون اقتحام الأقصى عند وجود المصلين، مردفا أن الاحتلال من خلال اعتداءاته على المصلين يهدف إلى وقف شد الرحال إلى المسجد المبارك، سواء في شهر رمضان أو غيره، لكن هناك قناعة أن تلك السياسة تؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا.
وذكر أن المصلين في المسجد الأقصى كلما زاد قمعهم يزداد إصرارهم على مواصلة الذهاب إلى الأقصى وحمايته والدفاع عنه.
وحول "ذبح القرابين"، أوضح خاطر أن هذه المناسبة بدأت من يوم الجمعة وتستمر ليوم الخميس القادم، وخلال هذه الأيام يبقى الخطر داهمًا من وصول بعض المتطرفين إلى ساحات المسجد الأقصى والقيام بـ"ذبح القرابين".
وقال إن هناك جمعيات استيطانية متطرفة أعلنت عن منح مكافأة كبيرة لمن يدخل "قربانا" داخل المسجد الأقصى ويقوم بذبحه وسلخه والوصول إلى القبة المشرفة، موضحا أن سلطات الاحتلال هي من ترعي المناسبات الدينية للمستوطنين وتدير العملية بشكل مباشر.
وبين أن الاحتلال لن يساهم في تأمين المصلين المسلمين أو تحقيق الأمن والأمان لهم، أو يلتزم المعايير الإنسانية أو الدينية تجاههم.