أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس رأفت ناصيف أن عجلة الانعتاق والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي قد انطلقت، وأن أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" شُطبت من العقل الفلسطيني، معتبرًا تراجع المحتل ومستوطنيه عن خطوة ذبح "القرابين" فيما يسمى "عيد الفصح" انتصارًا لشعبنا ومقاومته التي أرغمتهم على التراجع، ورسالةَ نصر أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة.
وقال ناصيف في حوار خاص بصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال أصبح في حالة دفاع، وأن هذه الجولة التي انطلقت ستستمر وقد تحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لتحقيق النتائج، نحو مواجهة كل الغطرسة الإسرائيلية ومقاومة كل إجراءات الاحتلال وانتهاكاته على الأرض، وصولاً لاقتلاعه من كل فلسطين.
وأشار إلى أن المقاومة في الضفة الغربية المحتلة تتدحرج وتتصاعد وتعيد ترميم نفسها بعدما أثر عليها وهدمها التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، لافتا إلى أنها بدأت تتعافى، وأن ما كان قبل معركة "سيف القدس" انتهى، فمنذ المعركة التي اندلعت في مايو/ أيار الماضي يتقدم شعبنا في كل مرحلة وجولة نحو الانعتاق من الاحتلال بوحدة شعبية وفصائلية.
وشدد على أن الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال صراع على أرضٍ محتلة، وكل من يتحدث غير ذلك هو أحد إفرازات الاحتلال، معتبرًا ما يجري بالقدس حلقة من حلقات التصعيد الإسرائيلي الذي يلجأ إليه الاحتلال مستغلاً الظرف الدولي العام وهرولة بعض العربان للتطبيع، وتمسك السلطة بالمفاوضات العبثية.
وتابع أن كل هذه العوامل ساعدت الاحتلال على تصعيد إجراءاته، وقد جاء التصعيد الحالي نوعيا، حيث مسَّ بالقدس بأفظع الصور بإعلان تقديم "قربان الفصح" في ساحات المسجد الأقصى، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني الذي بدأ يعلي صوته شيئًا فشيئًا، مؤكدًا أن ما يجري بالقدس عنوانه أن الشعب لم يعد بإمكانه الصمت على هذه الجرائم، ولم يعد بإمكانه الوثوق سوى بمقاومته للانعتاق من المحتل.
كلمة المقاومة
وبشأن انتقال المعركة لغزة، قال ناصيف إن الاحتلال كان ماضيًا في إجراءاته وغيه وجرائمه، وكان يستند على أن الفلسطينيين سيكتفون بالاستنكار والطلب من المؤسسات الدولية بالتدخل، إلى أن قالت المقاومة بغزة كلمتها على لسان قياداتها بأنها "لن تسمح بالمس بالمسجد الأقصى" عندها فهم الاحتلال الرسالة فاضطر للتراجع، وأعلن أن خطوة تقديم "قربان الفصح" لن تتم.
وأشار إلى أن النظام الدولي وبعض الوسطاء تداعوا للاتصال بحركة حماس، ليس لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني بل لإنقاذ الاحتلال من ورطة قد يقع فيها كما وقع فيها في معركة "سيف القدس" عندما أعلنت المقاومة أنها ستقول كلمتها "إذا مس الأقصى.
السلطة غائبة
وعن نية قيادة السلطة عقد اجتماع غدًا لبحث أحداث الأقصى رغم انتهاء الحدث على الأرض، قال ناصيف: إن السلطة تريد إيصال رسالة للاحتلال أنها لن تحرك ساكنًا، وأنها تتباكى بعدما يكون الحدث قد انتهى، وهذا مغاير لنهج المقاومة الذي تداعى فورًا واستشعر خطورة الحدث وأخذ مسؤوليته أمام شعبه وأخذ قراره.
وأشار ناصيف إلى أن السلطة تريد تهدئة الأمور من خلال الاعتقالات السياسية ومراسلة الأمم المتحدة والعرب، إلا أنه في المقابل وبعد ساعات من اجتماع المقاومة بغزة وإعلانها موقفًا حازما، أعلن رأس الهرم في دولة الاحتلال إلغاء تقديم "القربان".
واعتبر أن فريق السلطة في انحسار مستمر، لارتهانه للاحتلال والخضوع لإملاءاته، وأنه في طريق الإفلاس السياسي الكامل، مردفًا: ما نشهده بالضفة الغربية هو انفضاض أنصار الفريق والابتعاد عنه في جنين وباقي المناطق، إذ بدؤوا يعلنون مواقف تنسجم مع نبض الشارع العام؛ نبض الكرامة والعزة ومواجهة الاحتلال.
وأضاف أن قيادة السلطة تكرر نفسها دائمًا، فلو كانت جدية لأطلقت فورًا المعتقلين السياسيين وتوقفت عن ملاحقة المقاومين، عادًّا اجتماعها نسخة مكررة ليس لها رصيد على أرض الواقع.
وبشأن نية الاحتلال اقتحام جنين، أكد أن الاحتلال يخشى من الاقتحام لأن هناك موقفا بطوليا من خلال الوحدة الفصائلية التي ترسم صفحات مشرقة في مقاومته، لكنه يحاول استنزاف وإرهاق المقاومين.
ولفت إلى أن التنسيق الأمني يشكل عبئا خطيرا على المقاومين هناك، إذ من مهامه رصد تحركاتهم، وهذا ما يؤكده انسحاب قوات أجهزة أمن السلطة من المناطق التي يدخلها الاحتلال، وهذا التماهي يأتي لكسر نموذج جنين حتى لا ينتشر إلى باقي أرجاء الضفة، لكن هذا النموذج بدأ يتدحرج إلى كل محافظات الضفة.