عن أبي الحسن قال: قال رجلٌ لجحا سمعتُ من دارِكم صراخاً، قال: سَقَط قميصي من فوق!، قال: وإذا سقط من فوق؟ قال: يا أحمق لو كنتُ فيه أليس كنتُ قد وقعت معه!
ومات رجلٌ له؛ فأرسل إلى الحفَّار ليحفر له، فجرى بينهما لجاج في أُجرة الحفر، فمضى جُحا إلى السُّوق واشترى خشبة بدرهمين، وجاء بها فسئل عنها، فقال: إن الحفَّار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلِبه عليها ونربح ثلاثة الدراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
وحُكِي يوماً أن جُحا تبخَّرَ يوماً، فاحترقت ثيابه فغضب وقال: والله لا تبخَّرتُ يوماً إلا عرياناً.
وهبَّت يوماً ريح شديدة فأقبل النَّاس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم لا تعجلوا بالتوبة، وإنمَّا هي زوبعة وتسكُن.
(2)
ومن نوادر جحا أنه اشترى يوماً دقيقاً وحمله على حمَّال، فهرب الأخير بالدَّقيق، فلمَّا كان بعد أيام رآه جُحا فاستَتَر منه، فقيل له: ما لَكَ فعلتَ كذا؟، فقال: أخافُ أن يطلب مني كراه (إجرة النقل).
ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجَلَسَ في الطَّريق، فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه، وحمل باقيه إلى أبيه، فقال له: ويحك ما هذا؟ فقال: هو الرَّأس الذي طلبته، قال: فأين عيناه؟ قال: قد كان أعمى، قال: فأين أذناه؟ قال: قد كان أصم، قال: فأين لِسانه؟ قال: قد كان أخرَس، قال: فأين دماغه؟، قال: قد كان أقرع، قال: ويحك ردَّه وخُذ بدله، قال: باعه صاحبه بالبراءة من كُلِّ عيب.
وحُكِيَ أن جُحا دَفَنَ دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تُظِلّها، ومات أبوه، فقيل له: اذهب واشترِ الكَفَن، فقال: أخاف أن اشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه.