تزين المائدة الرمضانية في الإمارات بالأطباق التراثية، ويعد العديد منها خيارًا مثاليًّا لإفطار الأسر اليومي والولائم الرمضانية أيضًا.
يبدأ التجهيز لوجبة الإفطار، كما تبين السيدة الإماراتية مريم التميمي من إمارة عجمان، من بعد صلاة الظهر على أنْ يكون جاهزاً قبيل صلاة المغرب، "وما أنْ يؤذن المغرب يتناول الجميع الشوربة ثم يذهب الرجال للمسجد لأداء الصلاة ليعودوا لإكمال وجبة الإفطار، بينما يتم تناول حلويات رمضان والقهوة بعد أداء صلاة التراويح".
وتعدد التميمي التي عاشت زمنًا في الدولة الخليجية الأكلات التراثية التي اشتهر بها المطبخ الإماراتي، كالمضروبة والمرقوقة، والعرسية، والهريس، والثريد، والرقاق واللقيمات، والعصيدة، المحموس والمكبوس، والجباب والخمير، والساقو والمحلي، والبلاليط والصالونة.
وتبين أن الهريس الذي يعد من أشهر الأكلات الإماراتية هو الضيف الأبرز على موائد رمضان، "يتكون الهريس من قمح مجروش يطهى مع اللحم أو الدجاج المسلوق المنزوع العظم ثم يخلط ليضاف إليه الملح والسمن العربي".
وتشير التميمي كذلك إلى أكلتين شعبيتين تقدمان طوال الشهر الفضيل هما: الثريد، وهو يحضّر من الخبز مع اللحم وأنواع مميزة من الخضراوات، والمجبوس.
وتقول إن الثريد أكلة يعشقها الصغار والكبار، تصنع من خبز الرقاق الإماراتي، والخضراوات، واللحم، ويتم تحضيرها عن طريق وضع أكثر من رقاقة خبز ومن ثم تسقيتها بمرق اللحم، ووضع أنواع مختلفة من الخضراوات مثل الكوسا والبطاطا والجزر وغيرها، ومن ثم إضافة قطع اللحم أو الدجاج على السطح.
بينما يصنع المجبوس، كما تحدث التميمي، من أرز ولحم أو دجاج (يتم سلقه مع البهارات الصحيحة)، "فيما نكون قد غسلنا الأرز ونقعناه، ثم نطهيه بالمرق، ثم نحمر اللحم بالفرن، أما "العرسية" فهي عبارة عن أرز مطبوخ مع الدجاج ومهروس بشكل تام".
أما عن الأكلات الأخرى، فتوضح أن المرقوقة التي تعتمد على الخبز، تعد من الأطباق التي لا تستغني عنها الأسر الإماراتية، فهي تُقدم للفطور على وجه الخصوص.
في حين تعد المضروبة من أكلة شعبية تتكون من الطحين والسمك المملح؛ إذ يؤخذ ويغسل ثم يوضع في الماء الذي يغلي على النار، ثم تضاف إليه البهارات ويقلب معها، ثم يصب الطحين على الخليط، ويقلب حتى ينضج ويصبح متماسكاً، فيضاف إليه القليل من الدهن ثم يوضع في أطباق مسطحة، ويسوى بطريقة جميلة، ويقدم للأكل صباحاً أو مساءً.
الحلويات الرمضانية
وإذ تزخر المائدة الإماراتية بالحلويات التي تتفرد في صنعها الجدات، مثل: اللقيمات التي تصنع من عجينة سائلة بذات الطريقة التي تصنع بها العوامة في غزة.
أما حلوى الساقو فهي واحدة من الأطباق المميزة، التي يزيد الإقبال عليها في رمضان، وتتكون من أحد أنواع الحبوب ذات المذاق الحلو وتوضع عليه المكسرات، وخبز خمير، وهو عبارة عن عجينة من الدقيق الممزوج بماء دافئ والقليل من التمر الذي يمرس في الماء، مضافًا إليه الهيل والزعفران، وفق التميمي.
هذه الحبوب النشوية ذات اللون الأبيض، تستخرج من نخيل منتشر في المناطق المدارية ويسمى نخيل ساغو، وقد وصلت هذه الحبوب أو الدقيق إلى منطقة الخليج من الهند، حيث تعتبر هناك من الأغذية الأساسية، وتستخدم لديهم في صنع الخبز والمعجنات الأخرى.
وتضيف التميمي أن العصيدة والخبيصة يحضران على المائدة الرمضانية بعد الإفطار، "فالبعض يصنع الخبيصة من الدقيق وآخرون يصنعونها من السميد مضاف إليه سمن وسكر ومكسرات وزعفران وهيل".
أطباق أخرى
وتشارك الإماراتية وفاء العمري من إمارة عجمان سابقتها في أن أهم الأطباق على وجبة الإفطار هي الهريس والثريد والمجبوس.
ولكن هناك أيضاً بعض الأطباق كـ"الجباب" هو نوع من الفطائر التي تقدم مع الجبن أو العسل أو القشطة أو الدبس والطحينة وتتميز بمكوناتها البسيطة من الطحين والسكر والبيض والخميرة والحليب ونكهة الزعفران.
وتقول العمري: "وهناك الخمير، وهو نوع من أنواع الخبز يضاف إليه الكركم والزعفران والسمسم، ويخبز على الفحم، و"البلاليط"، وهي طبق إماراتي تقليدي يقدم عادة كوجبة للإفطار، ويتكون من الشعيرية التي تعلوها طبقة من البيض المقلي.
وتابع: "وهناك أيضًا خبز الرقاق الذي يعد من أشهر أنواع الخبز الإماراتي، وهو رقيق جداً، ويوضع عليه البيض أو الجبن والعسل، و"الغوزي" الذي يقدم في المناسبات مع الذبيحة، ويتميز باحتوائها على حشوة خاصة تتكون من الحمص المجروش والبصل والصنوبر والبطاطا واللومي الأسود والبهارات.
أما "المالح" فسمي بهذا الاسم لاحتوائه على سمك الجباب أو الكنعد المدفون في كمية كبيرة من الملح، ويتم طبخه مع الأرز مع إضافة بهارات خاصة.