فشلت جميع محاولات محمد دباسة، من مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في تعبئة أسطوانة الغاز التي يحملها كل يوم على كتفه ويدور بها على محطات تعبئة الغاز.
ولم يتمكن دباسة، وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين"، من تعبئة أسطوانة الغاز منذ بداية شهر رمضان المبارك، بسبب توقف العديد من المحطات عن العمل من جراء أزمة غاز الطهي.
ويعاني أهالي الضفة الغربية أزمةً في نقص غاز الطهي مع دخول شهر رمضان المبارك، لعدم تسديد السلطة الأموال المستحقة عليها للاحتلال الإسرائيلي.
ويبلغ استهلاك الضفة من الغاز قرابة 20 ألف طن يوميًا.
ولجأ دباسة إلى استخدام الكهرباء لطهي الطعام بعد أن فشلت جميع محاولاته في تعبئة أسطوانتي الغاز اللتين فرغتا قبل أسبوع، داعيًا حكومة اشتية إلى العمل من أجل إنهاء الأزمة فورًا.
ويعد الخمسيني دباسة، الذي يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد، واحدًا من آلاف الفلسطينيين بالضفة الغربية، الذين اضطروا إلى استحداث طرق بديلة عن غاز الطهي لتسيير أوضاعهم.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن جهاد العبيدي، وهو من سكان مدينة بيت لحم، فمنذ أيام لم يتمكن من تعبئة أسطوانة غاز واحدة وبات يخشى نفاد الأسطوانة الثانية التي يستخدمها.
وقال العبيدي لصحيفة "فلسطين": "منذ نحو أسبوع وعندما شعرت بالأزمة أوصي أولادي بتقنين استخدام الغاز، ومحاولة استخدم الكهرباء كبديل لها لحين انتهاء الأزمة".
وأضاف: إن "محطات الغاز منذ أيام أغلقت أبوابها في وجه المواطنين لعدم وجود الغاز لديها، وأن ما يصلها هو جزء قليل من احتياجات الأهالي، محذرًا من رفع الأسعار واستغلال احتياجات المواطنين".
ودعا رئيس حكومة وهيئة البترول لتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لإنهاء أزمة غاز الطهي التي تتفاقم يومًا بعد الآخر.
ولم يتمكن علاء أبو الروس، وهو من سكان مدينة رام الله، من تعبئة أسطوانة الغاز التي حملها على ظهره وصولاً إلى محطة الغاز بعد أن سمع بالأخبار بأن الكميات متوفرة.
وأكد أبو الروس، أن ما يشاع بأن كميات الغاز متوفرة في المحطات هو منافٍ للحقيقة، مشيرًا إلى أن الكميات تصل إلى محطات الغاز لا تكفي لتلبية احتياجات مواطنيها المتعطشين.
واتهم السلطة بالتقصير في إيجاد حلول لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أيام، والتي تنعكس بشكل سلبي على المواطنين خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأرجع نقيب أصحاب محطات الغاز بالضفة الغربية أسامة مصلح، أسباب أزمة غاز الطهي في الضفة الغربية، لعدم توريد الشركات الإسرائيلية الغاز الذي يحتاجه السكان، وزيادة الطلب العالمي عليه.
وقال مصلح لصحيفة "فلسطين": إن محطات الوقود تواجه نقصًا كبيرًا في غاز الطهي، لعدم توريد الاحتلال الكميات المطلوبة منه، مشيرًا إلى أن ما يصل إلى محطات تعبئة الغاز ينتهي بسرعة.
وفي ذات السياق، أكدت هيئة البترول في وزارة المالية برام الله، أن إمدادات الغاز تصل بشكل طبيعي إلى السوق الفلسطينية، نافيًا وجود أي نقص أو مشكلة بهذا الخصوص.
وفي سياق منفصل، اتهم مدير محطة غاز في الخليل أيمن شاهين، قبل أيام حكومة اشتية بالتقصير في حل الأزمة، مشيرًا إلى عدم تدخل الحكومة لحل الأزمة.
وأرجع شاهين سبب الأزمة إلى عدم تسديد السلطة الفلسطينية الأموال المستحقة عليها، رغم أن المحطات ملتزمة بدفع ما عليها.