مضى ما يقرب العامين على إصابة الشاب محمد إبراهيم صبري عوض برصاص الاحتلال على مدخل بلدة بيت أمّر شمال محافظة الخليل جنوب الضّفة الغربية، لكنّ شهورا عديدة قضاها متنقلا ما بين المستشفيات بالضّفة الغربية وأخرى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لم تشفع له بالتعافي من آثار الإصابة.
وكان الاحتلال أصاب الشاب عوض برصاصة في رأسه، وتكرر اسمه شهيدا على وسائل الإعلام، لكنّه كان كُتب له عمر جديد، فيما تركت الإصابة الكثير من التداعيات على صحّته، من بينها إعاقات في الحركة وأخرى في الذاكرة والتركيز، لكنّ مطلبه اليوم العمل الجاد من جانب السلطة الفلسطينية على توفير تحويلة طبية له للعلاج في الخارج.
يقول محمد لصحيفة "فلسطين": إنّه مكث ما يقرب من شهر في حالة غيبوبة تامة في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، وقضى أكثر من أربعة شهور أخرى متواصلة داخل مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم، لكنّه ما يزال يعاني كثيرا من آثار الإصابة.
ويبين بأنّ عشرات الشهور مضت على حاجته للتحويلة التي هي بصدد التوقيع من رئيس السلطة محمود عباس، لكنّه لم يحصل عليها حتّى اللحظة، مطالبا في الوقت ذاته بإنقاذ صحّته وحياته والعمل على تقديم العلاجات اللازمة له، لأنّه أصيب برصاص الاحتلال، ودون أيّ مبرر يستدعي جنود الاحتلال لإطلاق النار تجاهه.
من جانبها، تقول والدة عوض: إنّ السلطة الفلسطينية بجهاتها المختلفة تتحمل مسؤولية الحال الصّحية التي وصل إليها نجلها في إصابته وتردّي حالته الصّحية، مطالبة الرئيس محمود عباس بالتوقيع على التحويلة للذهاب إلى ألمانيا، مؤكّدة أنّ العائلة ومن خلال اطلاع العديد من الجهات الطبية والصّحية على حالته، أكّدوا لها أنّ العلاج فقط يوجد بألمانيا.
وتعتبر الوالدة أنّ قضية ابنها باتت على رفوف النسيان، مشددة على أنّ حالته الصّحية في غاية الخطورة، ولا تستدعي المزيد من التأخير، لأنّ استمرار حالة إهمال علاجه تترك المزيد من التداعيات السلبية والخطيرة على صحّته.
وتطالب بضرورة العمل الجاد من كلّ الجهات على مساندة قضيته، وإنقاذ حياته، والضّغط على السلطة الفلسطينية من أجل توفير تكلفة نقل علاجه بالخارج.
من جانبه، يشير الناشط الإعلامي محمد عوض من بيت أمر إلى أنّ حال المصاب عوض واحدة من بين حالات كثيرة، تسبب بها استخدام الاحتلال للرصاص الحيّ والقاتل في التعامل مع الشّبان في المواجهات المتكررة في البلدة.
ويبين بأنّ هذه الحالة تشير إلى طبيعة الاستهداف اليومي الذي تعيشه بلدة بيت أمّر وشبّانها، والتي تتنوع ما بين الاعتقالات اليومية والحواجز المتكررة والاقتحامات التي تعيشها كلّ أنحاء هذه البلدة، ناهيك عن الاستدعاءات المتكررة للشبّان لمقابلة مخابرات الاحتلال.
ويكشف عوض أنّ ما يقرب من (100) طفل وشاب ومريض معتقلون من أبناء البلدة، في وتيرة هي الأعلى على مستوى القرى والبلدات الفلسطينية بالضّفة الغربية، ويرى أنّ هذه الإجراءات تستهدف كسر الشّبان في مقاومتهم وتصديهم للاحتلال ولإجراءاته ولتعدياته في هذه المنطقة.