فلسطين أون لاين

تقرير "ذبح القرابين".. خطوة إسرائيلية غير محسوبة تنذر بمواجهة شاملة

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد إعلان المستوطنين نيتهم إقامة طقوس تلمودية وذبح "قرابين" داخل المسجد الأقصى المبارك، سارعت المقاومة إلى إيصال رسائل تحذيرية وشديدة اللهجة للاحتلال الإسرائيلي بشأن خطورة تلك الخطوة واعتبارها تجاوزًا للخطوط الحمراء، وأنها تمثل لعبًا بالنار.

وأرادت المقاومة من خلال تصريح مصدر فيها لقناة الجزيرة التأكيد أن إقامة تلك الطقوس في المسجد الأقصى ستعمل على تفجير الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، وكل الأراضي المحتلة، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يحدث.

وتؤكد جميع المؤشرات أن المقاومة جادة في تهديداتها، خاصة أنها استبقت معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021 بإطلاق تحذيرات للاحتلال بعدم اقتحام المسجد الأقصى أو الاعتداء على المصلين.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا تهديد المقاومة جادًّا وحقيقيًّا، وأنه يأتي في إطار التطور المهم للجم الاحتلال عن الاعتداء على المسجد الأقصى، وإفشال نية جماعات تلمودية بإقامة طقوس في المسجد المبارك.

ويقول القرا في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن المقاومة تنظر لنية المستوطنين ذبح "قرابين" في ساحات المسجد الأقصى وإقامة طقوس تلمودية بأنها تجاوز خطير جدًّا، لذلك تحذر من أن ذلك سيقود إلى توتر الأوضاع وأنها لن تصمت أمام التدنيس، وأنه يمكن أن يترتب على هذه الانتهاكات مواجهة شاملة.

وأكد أن المطلوب من حكومة نفتالي بينيت منع المستوطنين من ذبح "القرابين" في ساحات المسجد الأقصى، وأن ذلك يخضع للعلاقة التكاملية بينهما، مضيفًا: "لا يوجد فعل حقيقي من حكومة الاحتلال يمنع المستوطنين من القيام بذلك، وذلك يؤشر إلى تأزيم الأوضاع".

وعدَّ الكاتب والمحلل السياسي ياسين خضر سماح الاحتلال للمستوطنين بذبح "قرابين" في المسجد الأقصى قرار مواجهة شاملة جديدة مع المقاومة.

وقال خضر في حديثه لـ"فلسطين": إن تهديدات المقاومة جادة وهي تثبيت ما فرضته من معادلة في معركة "سيف القدس"، وتجدد التأكيد أن القدس لدى المقاومة كغزة والمسجد الأقصى، وأنها جميعًا خط أحمر.

وأضاف: "عودتنا المقاومة صدقَ أقوالها وهذا ما أكسبها الموضوعية حين تتبنى قرارا معينا، وخلال الأيام التي سبقت معركة سيف القدس هددت الاحتلال إذا ما كف اعتداءاته على القدس وحي الشيخ جراح وأهله وأمهلته مدة من الزمن وما إن انتهت هذه المهلة سمعنا صفارات الإنذار وهي تدوي في فلسطين المحتلة عام 1948، وشاهد العالم أجمع صواريخها في سماء القدس".

ونبه إلى أن تهديد المقاومة الأخير يأتي ضمن المعادلة الجديدة التي فرضتها خلال معركة "سيف القدس" بشأن المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال الحالية في أوج ضعفها وتمر بأزمات داخلية وخارجية عديدة، لذا ستقوم قدر الإمكان من تخفيف ما سيقوم به المستوطنون، من خلال اتباع إجراءات معينة، لتجنب أي مواجهة مع المقاومة.

وعمدت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم إلى نصب خيمتين في ساحة القصور الأموية (جنوب ساحة البراق) استعدادا لنثر "رماد القرابين" التي ستذبح في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.

وقالت "جماعات الهيكل" إنها وضعت خططاً لتنفيذ الهدف الفريد المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لاكتمال الطقوس والمراسم بالاحتفال بـ"الفصح اليهودي"، وأنه سيتم جلب الخراف للذبح والحرق.