يعاني الكثير من الناس من حساسية اللاكتوز بسبب عدم قدرة أجسامهم على هضم نوع من السكر الطبيعي يسمى "اللاكتوز" الذي يتواجد في منتجات الألبان مثل الحليب. ويستصعب الجسم في هذا النوع من الحساسية تأمين القدر الكافي من الكالسيوم.
وتوضح اختصاصية التغذية سماح وادي، أن "اللاكتوز" سكر ثنائي، يتكسر في جسم الإنسان ليعطي الجسم نوعين من السكر "جلوكوز" و"لاكتوز".
وتشير إلى أن الحساسية تنشأ من عجز الجهاز الهضمي على استيعاب مادة "اللاكتوز" التي تعد عنصرًا أساسيًا للكربوهيدرات في مشتقات الألبان.
وترجع هذه الحساسية، وفق وادي، إلى نقص في إنزيمات "اللاكتيز" الذي يفرزه الجسم طبيعيًا بواسطة الخلايا المعوية المبطنة للأمعاء الدقيقة، لهضم سكر "اللاكتوز"، ولكن عند توقف الجسم عن إفراز الأنزيم، يصاب الجسم بعدم تحمل اللاكتوز.
وتنبه إلى أن وجود فرق بين حساسية اللاكتوز وحساسية الحليب، فالأولى سببها مشكلة متعلقة بالجهاز الهضمي نتيجة نقص في أنزيم "اللاكتيز" الذي ينتجه الأمعاء الدقيقة، أما حساسية الحليب فلها علاقة بالجهاز المناعي والذي يعمل على إنتاج أجسام مضادة لمقاومتها.
ووفق موقع "ويب طب" يتواجد أنزيم اللاكتيز بغزارة في مرحلة الطفولة، ليبدأ نقصان جيني مبرمج بعد مرحلة الفطام مسبباَ إصابة معظم البالغين حول العالم بعدم تحمل اللاكتوز، ولكنه أحياناً ما يصيب الأطفال من عمر السنتين.
وتقول وادي: "نقص هذا الأنزيم يتسبب يجعل الجسم غير قادر على هضم سكر الحليب، مما يتسبب بظهور أعراض كالإصابة بالانتفاخات وزيادة الغازات والإسهال والغثيان والتقيؤ، وغالبًا تظهر تلك الأعراض على الكبار وليس الأطفال".
أعراض وعلاج
وتلفت إلى أن أعراض حساسية اللاكتوز تتراوح بين الخفيفة والشديدة حسب كمية اللاكتوز المتناولة، وتظهر بعد نحو 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول الحليب أو منتجات الألبان الأخرى التي تحتوي على اللاكتوز.
تضيف وادي: "غالبًا ما يصاب بهذا النوع من الحساسية المتقدمين في العمر، ومن يعاني من مشكلة في الجهاز الهضمي، وبعض المصابين بمرض السرطان والذي يتلقى جرعات كيماوية وإشعاعية فيكون لديهم حساسية اللاكتوز، والأطفال الذين يولدون ولادة مبكرة".
وتشير إلى أن تلك الفئة المصابة لا تستطيع تناول الحليب ومشتقاته التي تتركز فيها نسبة الكالسيوم، وهذا قد ينتج عنه كسور في العظام وسمنة وداء السكري.
أما عن علاج حساسية "اللاكتوز"، تقول وادي: لا توجد طريقة لجعل الجسم ينتج المزيد من إنزيم "اللاكتيز"، لذلك تعالج حساسية اللاكتوز عن طريق تقليل منتجات الألبان أو إزالتها تماماً من النظام الغذائي.
ومضى إلى القول: "لا بد من معرفة التغذية الصحيحة لمرضى حساسية اللاكتوز خاصة خلال شهر رمضان، وإدخاله باعتدال في الوجبات، ولابد من معرفة البدائل الخالية من اللاكتوز، والاستعاضة عن بعض المأكولات بالحمص والطحينة، والسمسم، والبقوليات والخضار والفواكه واللحوم والدواجن".
وتتابع: "المريض هو طبيب نفسه، ويجب أن يحرص على قراءة محتويات أي منتج غذائي قبل تناوله للتأكد من عدم احتوائه على اللاكتوز، ويمكن تناول إنزيم اللاكتاز على شكل مكملات غذائية، ليستطيع المصاب تناول بعض الأطعمة التي تحتوي عليه دون ظهور أي مضاعفات".
وتنصح المصابين بهذا النوع من الحساسية خلال رمضان بتضمين وجباتهم الغذائية مصادر أخرى للكالسيوم كاعتماد الفواكه مثل التوت والتفاح والعنب والخوخ، والخضار كالبصل والثوم والجرجير والبروكلي والكرنب، والدواجن واللحوم، والبيض، والبقوليات، والطحينة واللوز.
وتبعًا لموقع "ويب طب"، هناك حالات نادرة جدًا قد تُورث حساسية اللاكتوز، ويمكن أن ينتقل الجين المعيب من الوالدين إلى الطفل، مما يؤدي إلى غياب أنزيم اللاكتيز كلياً عنده. وفي هذه الحالة، لن يتحمل الطفل حليب الثدي، وسيصاب بالإسهال بمجرد تناوله أو تناول أي تركيبة تحتوي على اللاكتوز. وإذا لم يتم التعرف عليها ومعالجتها في وقت مبكر، فقد تكون الحالة مهددة للحياة.