قائمة الموقع

رمضان سوريا.. مأكولات تراثية و"إذا ما في ناعم ما في رمضان"

2022-04-12T09:49:00+03:00
صورة أرشيفية

يرتبط شهر رمضان بالعديد من الأطباق المرتبطة بالتراث الدمشقي والعادات والتقاليد الشامية الأصيلة، إذ يكاد لا يخلو منزل دمشقي منها، ويأتي طبق الناعم في مقدمتها. ولارتباطه بالشهر، اشتهرت معه عبارة "إذا ما في ناعم... ما في رمضان".

وللسفرة الرمضانية السورية طقوس خاصة، فيبدأ الأهالي بـ"لمة العيلة"، حيث يجتمع أفراد العائلة عند أهل الزوج أو الزوجة على مائدة إفطار واحدة، ومن ثم ينطلقون إلى أداء التراويح، ويكملون سهرتهم الرمضانية حتى يسمعوا "أبو طبلة" إيذانًا بوجبة السحور.

تقول السورية هبة الحرابا: "من أبرز عاداتنا إقامة الخيم الرمضانية إما في المطاعم، وإما في الأسواق، حيث تقام فيها التهليلات، والتكبيرات والأناشيد الدينية".

وإذ تكثر العزائم بين الأهل والأصحاب، بحسب الحرابا، توجد العديد من المأكولات والحلويات الشعبية التي يقتصر إنتاجها على شهر رمضان أو تزدهر فيه.

الناعم

ترتبط هذه الأكلة بالتراث الدمشقي والعادات والتقاليد الشامية الأصيلة، إذ يكاد لا يخلو منزل دمشقي في رمضان من الناعم. ولارتباطه بالشهر، اشتهرت معه عبارة "إذا ما في ناعم... ما في رمضان"، كما توضح الحرابا.

وفي رمضان تمتلئ شوارع دمشق بالباعة المتجولين الذين يقومون ببيع الناعم، فهو لا يأتي مختوماً بأكياس، ولا يباع ضمن المحلات الحديثة، وينحصر تصنيعه ضمن الأُسر القديمة التي عَلَّمت أبناءها سر صناعته. ويتم التحضير له قبل بدء رمضان بثلاثة أشهر.

والناعم خبز مقلي مصنوع بطريقة خاصة، ويوضع عليه الدبس.

الشاكرية

ويعد هذا الطبق من ‏الأكلات الشعبية منتشرة بكثرة في كل من لبنان وسوريا سواء في الريف أو المدينة، ويكثر ‏الإقبال عليها في شهر رمضان المبارك، ‏ خاصة إذا تزامن رمضان مع فصل الصيف، ‏لأنّ تقديم اللبن في هذا الفصل من أكثر العادات شيوعاً‎.‎

وعن سبب تسمية الشاكرية بهذا الاسم، سألت الحرابا جدتها التي بينت أن الروايات تعددت بشأن هذه التسمية حيث بعضها تذكر أن إحدى الأمّهات التي بدأت طبخ هذا الطبق وابنها الشاب واسمه شاكر أحبّه وبدأ ‏يطلبه باستمرار، ما دفع الأم إلى إطلاق اسم "شاكرية" على الطبق‎.‎

وهناك رواية ثانية تقول إنها جاءت من (شكر النعمة) لكونها من ‏الأكلات الفاخرة والمكلفة مالياً، لذلك جاء اسمها من (الشكر)، حيث لا يمكن للإنسان الفقير أو ‏متوسط الحال أن يحضرها في منزله باستمرار، بل في فترات متباعدة حتى لا ترهق مصروفه ‏المالي.

ثرود

هي أكلة من تراث أهل بادية الشام، ولا تزال متوفرة في الموائد الرمضانية لأهالي مدينة دير الزور السورية. فعلى الرغم من أن الجيل الجديد في المدينة لا ينتجها، إلا أن أهل الدير حافظوا على وجود هذا الطبق ضمن فطورهم في رمضان، خاصةً في أيام العزائم وموائد الضيوف.

وتقول الحرابا إن الثرود طبق مؤلف من البامية المطبوخة والمقلاة بالسمن العربي، ويوضع تحتها خبز صاج مقلي ومقطع مربعات كبيرة، إضافة إلى قطع من اللحم والبندورة المطبوخة، وتنكهها عدة أنواع من البهارات.

جزرية وخشاف

تعود أصول الأكلة إلى سواحل بلاد الشام، وهي من الحلويات التي يشتهر بصناعتها أهالي اللاذقية منذ مئات السنين، إذ يتفاخر أهل الساحل بتقديم هذا الحلو لضيوفهم في رمضان.

وتلفت الحرابا إلى أن اسم هذه الحلوى لا يعكس المكون الأساسي المتوقع، فالمكون الأساسي فيها ليس الجزر، وإنما القرع الأحمر، ويضاف إليه الجزر والسكر والبهارات.

وتلفت الحرابا إلى تميز سوريا بطبق حلوى الخشاف، وهو فواكه مجففة يتم طهيها بطريقة معينة وتقدم مزينة بالمكسرات.

مشطاح ومعروك

المعروك هو عجين مخبوز بالتمر أو جوز الهند. وتشير الحرابا إلى توافره على مدار العام في المخابز والأفران، إلا أن بيوت أهل الشام جميعاً تمتلِئ به خلال شهر رمضان، إذ يرغب به الأهالي لتناول طبق الشكشوكة في وجبة السحور.

كما يُقدَّم تحلية بعد الإفطار، فهو شيء من العادات والتقاليد المرتبطة بسكان المدينة.

وكلمة "معروك" مشتقة من كلمة "عرك" وتعني باللهجة الشامية المحكية "الطحن بشكل جيد". ويعود سبب التسمية، إلى الطريقة اليدوية التي يطحن بها العجين.

أما المشطاح فتعود إلى بلاد فارس، إلا أن السوريين اعتادوا أن يكون على طاولة سحورهم في رمضان، ويسميه البعض "خبز رمضان"، وهو خبز له شكل مستطيل طويل، مجوف، يتجاوز طوله 60 سم، مغطى بالسمسم وحبة البركة.

وقد حافظت المخابز والأفران الموجودة في أحياء دمشق القديمة على إنتاج المشطاح، فهو لا يزال إلى الآن مُتوافراً في الأسواق، وبالأخص أسواق دمشق القديمة في أيام رمضان.

اخبار ذات صلة