فلسطين أون لاين

تقرير تقاعس أجهزة أمن السلطة عن حماية جنين.. تواطؤ مع الاحتلال

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية مع ضباط جيش الاحتلال (أرشيف)
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

على مدار ساعات طويلة، حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة قبل أيام، في محاولة لاعتقال والد منفذ عملية (تل أبيب) الشهيد رعد حازم، في حين اختفت أجهزة أمن السلطة عن المواجهة أو حماية سكان المخيم.

ويبعد مقر أجهزة أمن السلطة الذي يوجد فيه مئات العناصر المدججين بأسلحتهم أمتارا عديدة عن مدخل المخيم الذي شهد مواجهات بين جيش الاحتلال والمقاومين، وأدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين.

وخلال المعركة تركت أجهزة أمن السلطة أهالي مخيم جنين يقاتلون وحدهم يواجهون مصيرهم، دون أدنى مسؤولية وطنية في حماية المواطنين.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف أن أجهزة أمن السلطة تنفذ سياسات السلطة التي ليست قائمة على التصدي لجيش الاحتلال حين يقتحم المدن والقرى والبلدات، لافتا إلى أنه يستبيح مناطق السلطة بعلمها "وواهم من يظن أن وجود جهاز أمني فلسطيني من شأنه أن يردع أو يدفع الاحتلال للتراجع عن مكان أو موقع ما".

ونوه عساف في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الضابط الأمريكي كيث دايتون أشرف على بناء أجهزة أمن السلطة على عقيدة ملاحقة المقاومة، وأي قوة يمكن أن تواجه الاحتلال، وتنفيذ ما يطلب منها بشكل واضح من الجهات المسؤولة، حتى حماية المحتل.

وشدد على أنه يفترض على أجهزة أمن السلطة أن تكون مهمتها حماية المواطنين والأرض والدفاع عنها، وضمان أمن المواطنين، بناء على عقيدة أمنية راسخة، إلا أن واقعها ودورها ينص عليهما بشكل واضح اتفاق أوسلو بأن مهمتها حماية "مسيرة التسوية"، ومواجهة كل من يمارس المقاومة ضد الاحتلال.

واعتبر لقاءات رئيس السلطة محمود عباس مع وزير جيش الاحتلال بيني غانتس تؤكد دور أجهزة أمن السلطة في حماية المحتل ومنع المقاومة، مشددا على ضرورة أن يتم تقليص الكثير من أجهزة أمن السلطة ودمجها في مشاريع فلسطينية إنتاجية، وتوفير الأموال على الخزينة، وتوفير بعض الموارد لصالح الصحة والتعليم.

ولفت الكاتب والناشط السياسي غسان السعدي إلى ملاصقة مقر أمن السلطة مخيم جنين، إلا أنه حين اقتحم الاحتلال المخيم لم يقم أحد من تلك الأجهزة بحماية المواطنين أو وقف الاقتحام.

ويقول السعدي في حديثه لـ"فلسطين": "لا نريد أن تقاوم أجهزة أمن السلطة الاحتلال، بل أن ترفع أيديها عن ملاحقة المطلوبين في الضفة الغربية"، مردفا أن عقيدتها لا تقوم على حماية المواطنين بل حماية النظام الموجود.

وأكد الكاتب والسياسي عبد الله العقاد أن أجهزة أمن السلطة تقوم على قمع كل بوادر العمل الثوري، وفعلت ذلك من قبل، مضيفا أنها تعمل على إمداد الاحتلال بما يحتاج من معلومات، وتقييد عمل المقاومة، فلا ينتظر منها منع جيش الاحتلال من اقتحام جنين أو أي مكان آخر في الضفة الغربية.

وكشف العقاد لـ"فلسطين" أن السلطة تقوم على التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة وإمداد الاحتلال بما يحتاجه لوقف المقاومة على اعتبار أنها "إرهاب" في نظرها، مشيرا إلى أن أجهزة أمنها لا تزال أسيرة أجندات مشبوهة لخدمة المحتل.