لاقى قرار دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، باقتصار أيام الاعتكاف خلال شهر رمضان المبارك على الأيام العشرة الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك، انتقادا وغضبا بين المرابطين والمصلين.
وعقب صلاة التراويح، أول من أمس، طالب مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، المصلين المعتكفين بالخروج منه لإتاحة الفرصة للسدنة لتنظيفه تمهيداً لإغلاقه.
وأشار الكسواني في كلامه إلى أنّ الاعتكاف في الأقصى يبدأ فقط من العشر الأواخر من رمضان، وليس قبل ذلك، ومُوّجهاً من يرغب في الاعتكاف بالذهاب إلى مساجد البلدة القديمة.
وردا على ذلك، أكد مرابطون ومصلون في الأقصى أن الاعتكاف في المسجد هو "الدرع الحامي لأولى القبلتين".
وقالت المرابطة المقدسية هنادي حلواني: "الأقصى حقٌّ خالص للمسلمين، ليس لشخصٍ أو لجهةٍ تحاول فرض سيطرتها عليه، وليس للمحتلّ فيه باعٌ ولا ذراع، فإن أرادَ منع الاعتكاف فيه فليُترك للمرابطين حقّ الردّ، وحقّ اتخاذ القرار".
وكتب الناشط أبو الحسن جلاد، على صفحته في "فيسبوك": "لطالما كان الاعتكاف هو الدرع الحامي للمسجد الأقصى من مخططات الاحتلال، وفي العام الماضي لولا الاعتكاف لتم اقتحام 28 رمضان وتغيير واقع الأقصى".
وقال: "اللي بدو يعتكف بس في العشر الأواخر، إذن من سيحمي الأقصى من ذبح القرابين في عيد الفصح التوراتي الأسبوع القادم".
وكتب أستاذ الشريعة الإسلامية سعيد دويكات عبر صفحته في "فيسبوك": "قرار منع الاعتكاف في المسجد الأقصى تفوح منه رائحة السياسة النتنة، ولا علاقة له بالدين من قريب ولا بعيد، وهو قرار يحزن المؤمنين ويسعد المحتلين".
ورأى دويكات أن الحل يكمن "برفض القرار تماما والإصرار على الاعتكاف في المسجد الأقصى لمن استطاع إليه سبيلا".
وكتب خضور حمادات عبر صفحته في "فيسبوك" أن "الكلام واضح وصريح وقوي؛ إفراغ المسجد هو خدمة الاحتلال ولذلك يجب الرد بالحشد الكبير والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك".
أما الناشط هيثم مسك فكتب "مجدداً تثبت العزيمة أن صاحب الحق أقوى، فللمرة الأولى منذ سنوات يتم فرض الاعتكاف في الأقصى خلال الأسبوع الأول من رمضان رغماً عن الاحتلال".
وأوضح أن هذه الخطوة هي الأولى والأهم في إفشال اقتحامات "عيد الفصح ومحاولة ذبح القربان" في الأقصى، مشددا على ضرورة استمرار الاعتكاف في باحات المسجد حتى نهاية الشهر.
واعتبرت الناشطة نور عنان أن الاعتكاف في الأقصى "مراغمة للعدو وباب في الدفاع عنه قبل أن يكون عبادة، وهو شرف للمؤمن إذا ما وُجد الخطر وحاق بمسرى نبيّه، الاعتكاف في الأقصى يقرره أصحاب الأقصى، فالمسجد مسجدكم أهل فلسطين والقرار بيدكم".
وكتب الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص: "إذا كانت شرطة الاحتلال تريد أن تمنع الاعتكاف فلتفعل ذلك بيدها، وليتُرك للمرابطين أن يقرروا في الميدان موقفهم من ذلك".
وأشار ابحيص إلى أن محاولة منع الاعتكاف بين "يدي تهديدات صهيونية باقتحامات الفصح هو شكل من التنسيق الأمني في تسهيل العدوان على أقدس مقدسات المسلمين، والأوقاف والشيخ عمر في غنىً عن وضع أنفسهم في هذه الزاوية المرفوضة والمدانة".

