فلسطين أون لاين

أسلوب تربوي ويعين على الاستمتاع بالشهر الكريم

تقرير يعملن كـ"الدينامو".. نساء يطلبن معونة الرجال

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تتضاعف الأعباء المنزلية على النساء في شهر رمضان عدة مرات، فالأمور الاعتيادية من أعمال المنزل ورعاية الأبناء والزوج، وإعداد الولائم اليومية للأسرة وأحياناً للأقارب، يجعلهن في حالة ضغط دائمة ونفسية متوترة لكونها لا تجد وقتاً للراحة أو التعبد، خاصة إذا كانت موظفة، في حين يعزف أغلب الرجال عن مساعدة زوجاتهم في أعمال المنزل بل يتعدى الأمر ذلك للانتقاد لما يقمن به من أعمال، والبحث عن الثغرات والنقائص، ما يجعل جو البيت مشحوناً طوال الشهر الكريم ويلقي بظلال سلبية على الأبناء.

توقف عن الانتقاد

السيدة رحاب أبو العوف تبين أنها لا تريد من زوجها أنْ يساعدها في أعمال المنزل بل أن يتوقف فقط عن انتقادها وتوجيه الملاحظات السلبية على ما تقوم به من أعمال، "فأنا أعمل في رمضان طوال اليوم ما بين الاهتمام بالأبناء وتدريسهم وإعداد السحور والإفطار وما يتخلل ذلك من ولائم للأقارب وفي النهاية لا ألقى سوى اللوم والاتهام بالتقصير".

وتضيف:" الزوجة لا تريد من زوجها سوى كلمة طيبة أو شكر وثناء على مجهودها وتعبها ما يعطيها دافعاً قوياً يعين مركب الأسرة على السير دون مشكلات في رمضان".

ولفتت إلى أن الكلمة الطيبة تولد الرحمة والمحبة بين الزوجين، كما أن توقف الزوج عن الانتقاد السلبي سيحسن نفسيات الزوجة ومعنوياتها ويجعلها تعمل في منزلها بكل حب ونفس راضية وتحاول قدر جهدها أن تلبي كل طلبات زوجها وأطفالها".

أما نعمة مطر فتعرب عن أملها في أن يساعدها زوجها في أعمال المنزل التي لا تنتهي في شهر رمضان، "صحيح أن شهر رمضان أجواؤه الروحانية جميلة، لكن مهام الزوجة فيه تتضاعف عدة مرات ما بين العناية بالأولاد وتدريسهم وإعداد الطعام".

وتشير إلى أنها طلبت من زوجها مراراً مساعدتها في أعمال المنزل لكن دون جدوى، فهو يرى أن هذا الأمر ليس من مهامه، "ولكون زوجي لا يساعدني فإنني أجد صعوبة في طلب المساعدة من أبنائي، الذين لا يستجيبون لطلباتي إلا نادراً".

أكثر وعيًا

المستشارة التربوية حكمت المصري تعتقد أن وعي الرجال أصبح أكبر من ذي قبل حيث كان الرجال في الماضي مقيدين بالعادات والتقاليد التي تمنع دخول الرجل المطبخ أو مساعدة زوجته في أعمال المنزل باعتبار أن ذلك يقلل من هيبته، لكن حالياً أصبح كثير من الرجال يساعدون زوجاتهم امتثالاً للشرع الحنيف ولسنة رسولنا الكريم.

وتبين أن الرجل في حال كان لا يعرف في أمور المطبخ وإعداد الطعام فإنه يمكن أن يساعدها هو والأبناء بترتيب المنزل وتوزيع الأدوار على الأبناء.

وفي الوقت ذاته فإن كثيراً من الرجال للأسف صارمون ومستبدون يلقون الأعباء الرمضانية كلها على كاهل الزوجة ولا يفعلون شيئاً سوى الانتقاد، خاصة المدخنين منهم فيضغطون على زوجاتهم ويبدؤون بسيل من المشاحنات والانتقادات للطعام ولكل ما تفعله الزوجة، بحسب قول المصري.

وتضيف: "هذا النوع من الأزواج صعب تغييره فالطبع غلب التطبع كما أن الأزواج العصبيين في غير رمضان سيبقون كذلك فيه، فعلى السيدة حينها تلافي أي مجال للرد عليه، حتى لا تحدث أي مشاكل بينهما تعكر أجواء المنزل".

وتدعو المصري الأزواج لاغتنام شهر رمضان بروحانياته وإضفاء أجواء من التعاون والمحبة وتقاسم المسؤولية في الأسرة، داعية لاستمرار الأجواء التي سادت في الأسر خلال جائحة "كورونا" والتي غيرت وهذبت من أطباع كثيرٍ من الرجال بعد اضطرارهم للمكوث في بيوتهم مرغمين.

وتشير إلى أن المطلوب من الرجل ليس بالأمر العسير بل إن كلمة طيبة كـ"تسلم ايديكِ" كافية لتزيل عناء اليوم عن المرأة، فما بالك لو ساعدها في إنجاز بعض الأمور البيتية؟!

وسيلة تربوية

وتؤكد أن المشاركة بين الرجل والمرأة من أهم وسائل التربية للأطفال، "فعندما يرى الطفل والديْه منسجميْن ومتعاونيْن في المنزل فإنه في المستقبل سينهج نفس النهج مع زوجته وأطفاله، والعكس بالعكس، فعندما يرى والدتهُ مُعنفة فإنه قد يعتقد أن هذا الشيء طبيعي ويتخذه منهج حياة".

فإذا كانت ربة المنزل بحاجة لمساعدة الزوج خلال رمضان فإن المرأة العاملة بأمسِّ الحاجة لمساعدته، لكونها تعمل كـ"الدينامو" بشكل مضاعف في الصباح في وظيفتها وبمجرد عودتها من العمل تدخل المطبخ، بجانب تدريس الأبناء وتنظيف المنزل وغيرها من الأعمال.

وتابعت بالقول: "فحبذا لو قام الرجل بالتكفل مثلاً بوجبة السحور أو بعض الأعباء الأخرى للتخفيف من الضغط النفسي والعصبي الواقع عليها، وتكليف الأبناء من سن السابعة من العمر فما فوق بأعمال منزلية تناسب أعمارهم".

وطالبت الرجال بأن يكون شهر رمضان فرصة لتغيير سلوكياتهم المنزلية، فيعتادون هم وأبناؤهم المشاركة المنزلية لتكون نهجاً لهم طوال السنة، وليس في رمضان فقط، ما ينعكس إيجابياً على الأسرة فيقلل المشكلات ويجلب الاستقرار.