تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلية، استغلال الأحداث الدائرة في المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس المحتلة، لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة، في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي في قضاياهم الداخلية.
وتشدد شخصيات مقدسية على ضرورة خروج العالم العربي والإسلامي عن عبارات الشجب والاستنكار بحق القدس والأقصى إلى الأفعال الواقعية؛ ردًا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المقدسات.
إجراءات عقابية
ورأى المحلل السياسي، المقدسي راسم عبيدات، أن سلطات الاحتلال تتجه إلى مزيد من التصعيد في القدس والمسجد الأقصى، مدللًا على ذلك من خلال استيلائه على مفاتيحه وإحكام قبضته على البلدة القديمة وإغلاق بعض المحلات التجارية في أعقاب العملية الفدائية.
وتوقع عبيدات، خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن تتخذ سلطات الاحتلال إجراءات جديدة في القدس والمسجد الأقصى، في الأيام المقبلة، لافتًا إلى أن تلك الإجراءات لم تتضح بعد.
وقال: إن الاحتلال يسعي من خلال إجراءاته العسكرية إلى فرض سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى، واستغلال الأحداث لصالح مشاريعه الاستيطانية والتهويدية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسير وفق خطة مدروسة ومعدة سابقًا.
ودعا الأمة العربية والإسلامية للارتقاء للمستوى المطلوب ومستوى المخاطر المحدقة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، والخروج عن عبارات الشجب والاستنكار والتحذير والإدانة إلى الأفعال من أجل وقف الجرائم المرتكبة هناك.
فيما قال وزير شؤون القدس، عدنان الحسيني: إن "إغلاق المسجد ليس بالأمر السهل، وإخراج موظفي الأوقاف واعتقالهم والتحقيق معهم مرة واحدة لم يحدث في السابق.. لا يمكن القبول بهذا الأمر".
وأضاف الحسيني، في مؤتمر صحفي عقد في القدس، أمس، نقول: "إن هذا الوضع خطير ونحمل حكومة بنيامين نتنياهو أي ضرر من الممكن أن يحصل لأي عنصر من عناصر المسجد؛ لأن هذا مسجد فيه تاريخ وجغرافيا ومكاتب ومخطوطات ومتحف ومقتنيات غير موجودة في العالم كله".
تشديد الخناق
من جهته، قال مدير مركز إعلام القدس، محمد صادق: إن الاحتلال لديه خطة واضحة ومعدة سابقًا للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، لافتًا إلى أن تلك الخطة بدأت منذ احتلاله الأراضي الفلسطينية، تلاها منع أهالي القطاع من الوصول للقدس منذ 15 عامًا، وتبعها منع أهالي الضفة من الصلاة به، وتشديد الخناق على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
وتوقع صادق خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن تتجه سلطات الاحتلال لتصعيد سياستها وإجراءاتها العنصرية بحق القدس والمقدسيين في الأيام المقبلة مستغلة كافة الاحداث التي تدور في داخله.
وبين أن الاحتلال بدأ بتقييد المسجد الأقصى المبارك للوصول إلى هدفهم بإقامة "الهيكل المزعوم"، وذلك في ظل انشغال العالمين العربي والإسلامي في قضاياهم الداخلية، مضيفًا: "الاحتلال من الناحية السياسية أتم السيطرة على القدس واستخدم كافة وسائل القمع لمن يخالفه".
ودعا العالم العربي والإسلامي للتوقف عن عبارات الشجب والاستنكار والعمل على أرض الواقع لمنع التفرد بالقدس والأقصى من خلال الوصول إلى أقرب نقطة تماس مع القدس للمطالبة بوقف الجرائم المرتكبة بحقه في مقدمة لتحريره.