رأى محللان سياسيان أن السلطة الفلسطينية سوف تتجه نحو تعزيز سياسة التنسيق الأمني مع سلطات دولة الاحتلال بعد عملية المسجد الأقصى المبارك الجمعة الماضية، وذلك من أجل وأد تصعيد انتفاضة القدس وشل أي إمكانية لتطورها.
رأيُ المحللين السياسيين أنه جاء في ظل مجريات عملية الأقصى التي نفذت عبر ثلاثة شبان فلسطينيين وأدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين، وما تخللها من اتصالات متبادلة ما بين السلطة والاحتلال والتي كان على رأسها اتصال هاتفي جرى ما بين محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وفي السياق أعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من سعي جهات فلسطينية لتنفيذ عمليات فدائية ردًا على إغلاق قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، مضيفة أن السلطة والاحتلال يقومان بمساعِ لتهدئة الوضع على الأرض.
ووفقاً لما نشره موقع "والا" العبري فهنالك جهود تقوم بها السلطة والاحتلال لتهدئة الأوضاع خشية تدهور الأمور وخروجها عن السيطرة وذلك في أعقاب إغلاق المسجد الأقصى.
في حين يخشى أمن الاحتلال الإسرائيلي من تجدد العمليات وذلك بعد هدوء نسبي استمر لعام ونصف، حيث يعدّ المساس بالأقصى ملهمًا للكثير من العمليات.
وبلغ التنسيق الأمني بين السلطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي مستوى قياسيًا، وتفاخرت السلطة بأن التنسيق أدى لوأد انتفاضة القدس بعد شهور قليلة من انطلاقها.
خنق الانتفاضة
يقول المختص في الشأن الإسرائيلي، فرحان علقم: "إن عملية التنسيق بين السلطة والاحتلال هي التي تخنق انتفاضة القدس منذ نشأتها وانطلاقتها، وليس من الواقع إنكار فاعلية التنسيق في محاربة الانتفاضة".
وأضاف علقم لصحيفة "فلسطين": "إن السلطة والاحتلال سيمضيان نحو تعزيز سياسة التنسيق الأمني بعد عملية الأقصى، وذلك خشية تطور الأوضاع الميدانية وإيجاد فرصة لاشتعال انتفاضة القدس.
وشدد على أن أي انفلات لزمام الأمور بما يخص تطور العمل الفدائي الشعبي أو غيره، هو أمر مضر لمصلحة كل من السلطة الفلسطينية وسلطة الاحتلال معًا، وهما يريان أن التنسيق الأمني يحقق لهما أهدافًا مشتركة.
من جانبه، قال النشاط السياسي المقدسي فخري أبو دياب: "إن الاحتلال معني بتهدئة الأمور، فهو لن يستطيع أن يبقي الشارع مشتعلًا بالقدس، "كالذي يطلق النار على قدمه"، وهو يسعى لخفض فتيل الاشتعال بفتح المسجد الأقصى"، مبينًا أن الأردن والسلطة والاحتلال وجهات أخرى يحاولون تهدئة الأمور لمنع تصاعد الانتفاضة من جديد.
وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين": "السلطة تدرك أن الانتفاضات انطلقت من المسجد الأقصى، لذلك تريد تحجيم الانتفاضة وعدم تصعيدها من جديد وذلك عبر التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتكثيفه دون أي توقف".
وتابع: الاحتلال يدرك القيمة الدينية للمسجد الأقصى في نفوس الشعب الفلسطيني، لذلك يحاول أن ينزل عن الشجرة، مدركًا أن إغلاق المسجد الأقصى يؤجج الأوضاع، خاصة أن كثيرًا من الانتهاكات أدت لاندلاع انتفاضات".