يعيش كيان الاحتلال ظروفا أمنية حرجة في ظل تعرضه لهجمات "نوعية ومركزة" في الأيام الأخيرة من قبل فدائيين فلسطينيين نجحوا في الوصول إلى عدة مناطق ونفذوا عملياتهم، والتي خلفت عددًا كبيرًا من القتلى والإصابات في صفوف الجيش والمستوطنين، وكان أبرز هذه العمليات عملية" بئر السبع، الخضيرة، بني براك، ومؤخرا في شارع ديزنغوف"، فيما لا تزال تقديراته تشير إلى أن العمليات لن تتوقف في هذه الفترة في ظل تدفق مزيد من الإنذارات الساخنة، الأمر الذي دفعه لاستنفار قواته ورفع مستوى استعداده لدرجات قصوى، وإطلاق عملية عسكرية حملت اسم " كاسر الأمواج" والتي أعدت لمواجهة هذا الموج المتدفق من العمليات، فجاء الاستشهادي (رعد حازم) ليحطم هذه العملية ويقوض أهدافها في قلب الكيان في أجرأ وأخطر عملية يشهدها العدو.
هذه العملية أظهرت الكيان وهو "يهتز ومأزوم" على الرغم من كل إجراءاته الأمنية المشددة، وجعلت قواته في حالة ذهول وإرباك شديدين، في حين دفعت المستوى السياسي للتواري عن الأنظار بعد الخيبة الكبيرة التي لحقت به وهو غارق في الفشل، بل عاجز تماما عن وضع (حلول سحرية) لاستعادة الهدوء وتوفير الأمن للمستوطنين، فما نقلته وسائل الإعلام من مشاهد على أثر عملية "ديزنغوف" يعطي دلالة واضحة أن الكيان يعيش حالة رعب غير مسبوقة ويفقد أمنه بل تنهار كل منظومته أمام هجوم مسلح نفذه فدائي فلسطيني استطاع التحرك بهدوء ونجح في تنفيذ مهمته وتخفى عن الأنظار دون أن تفلح القوى الأمنية للاحتلال من تصفيته أو اعتقاله في مكان العملية، بل تعجز تماما عن معرفة هويته أو تحديد مساره وتستمر في البحث لساعات.
فكانت هذه العملية أكبر انتكاسة يتعرض لها العدو في الفترة الأخيرة لأنها أظهرت مدى هشاشة الوضع الأمني، وفضحت زيف الخطط التي أعدت لمواجهة العمليات، وأظهرت مدى خوف وجبن قواته وعدم قدرتها على التعامل مع هذا النوع من العمليات، وكشفت الستار عن حقيقة هذا الكيان العاجز الذي يفشل بل يجثو على ركبتيه صارخا أمام فدائي واحد، في الوقت الذي يمارس فيه حملة دعائية ضخمة للتسويق لنفسه ولتحصيناته وخططه الاستراتيجية، ويستعرض مرارا صورا زائفة لعملياته، ويبني سيناريوهات مختلقة لبطولة قواته النخبوية، والتي كانت تفر أمام شاب فلسطيني لا يمتلك سوى السكين أو بضع طلقات في سلاح محلي الصنع.
واليوم يحاول أن يرمم صورته التي لطخت بالعار ومرغت بالتراب من خلال تسويق نصر يثير الشفقة بل السخرية وهو يعلن تمكنه من تصفية منفذ الهجوم صباح الجمعة في مدينة يافا بعد اشتباك مسلح معه، هو يدرك تماما انعكاسات هذه العملية على جمهوره الذي بدى ساخطا وناقما على أداء الحكومة، وفاقدا للثقة من أداء القوى الأمنية المختلفة التي لم تستطع منع وقوع هذه العملية على الرغم من الانتشار المكثف والتعزيزات المتواصلة، لكنه يحاول خداع الجمهور من خلال إقرار العديد من الخطوات في إطار تأمين المستوطنين والتعهد بملاحقة من يقف خلف هذه العملية؛ وذلك لتهدئة روع الجبهة الداخلية والحد من موجة الانتقادات التي توجه للمستوى السياسي والمؤسسة الأمنية.
وختاما: فإن هذه الإجراءات الجديدة التي أقرت لزيادة تأمين مختلف المناطق داخل الكيان ستسقط مجددا مع أي عملية مرتقبة وحينها على قيادة الاحتلال أن يضعوا رؤوسهم في الوحل وأن يعلنوا فشلهم أمام إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح لنيل الحرية والاستقلال، لأن شعبنا أرسل عددًا محدودًا من الاستشهاديين حتى الآن، فيما لا يزال يملك مخزونًا استراتيجيًّا يمكنه من قلب المعادلة في وجه الكيان، وهذا ليس مجرد كلام تعبوي أو مجرد شعارات، والشهر الفضيل سيكشف عن كثير من الخبايا والمفاجآت التي ستجعل العدو يستجدي العالم لإيقاف هذه الهجمات بأي ثمن.