فلسطين أون لاين

تقرير "القدس أولًا".. شعار فلسطينيي الداخل لإنعاش اقتصاد المدينة

...
القدس المحتلة (أرشيف)
كفر قاسم – غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

لا يترك فلسطينيو الداخل المحتل عام 48م أي فرصة لدعم مدينة القدس المحتلة وصمود أهلها إلا ويغتنمونها على أكمل وجه، فتجدهم السباقين لإعمارها بالبقاء فيها خاصة في المسجد الأقصى، وتقديم الدعم المالي في كل الأوجه التي تعزز ثبات أهلها، وتقوي من شوكتهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول اقتلاعهم منها، وتجلى الدعم السخي لأهل الداخل في الموسم الثالث عشر من معسكر "القدس أولًا".

فللسنة الثالثة عشر على التوالي وجمعية الأقصى التابعة للحركة الإسلامية – الشق الجنوبي تُسير حافلات من مختلف مناطق الداخل للقدس والمسجد الأقصى في معسكر تطلق عليه "القدس أولًا" يهدف لإنعاش اقتصادها ودعم صمود أهلها.

وعبرت مسؤولة العمل النسائي في الحركة النسائية التابعة للحركة الإسلامية – الشق الجنوبي نسيبة درويش عن رضاها عن إقبال أهل الداخل على المشاركة في المشروع لهذا العام، "سيرنا 150 حافلة في اليوم وهذا عدد كبير جدًا، بجانب العدد الكبير من الناس الذين استقلوا سياراتهم الخاصة للمشاركة في المشروع ففاق المشاركون عدة آلاف، عدد كبير منهم من كبار السن".

وبينت أن معسكر القدس أولًا يعتبر يومًا لشحذ الهمم لأهل الداخل للرباط في الأقصى في رمضان بشكل مكثف عن باقي الأيام في السنة، "فنحن نُسيّر حافلات في الوضع العادي كل ثلاثاء وجمعة، للصلاة في الأقصى".

بازار القدس

وتبين درويش أن مؤسسة مسلمات التي ترأسها تسهم في مشروع "القدس أولًا" بالتعاون مع جمعية الأقصى حيث تقوم النساء بتنظيف وترتيب ساحات وقباب وحمامات المسجد، "وقد أقمنا لأول مرة بازارًا للقدس من خلال المعسكر لدعم الاقتصاد المنزلي النسائي المقدسي".

والبازار – وفقًا لدرويش- كان عبارة عن مجموعة من الخيام تم نصبها بالقرب من المقبرة اليوسفية وعرضت خلالها النساء المقدسيات أشغالهن اليدوية من مطرزات وشموع وصابون ومأكولات وغيرها، كما تم على هامش المعسكر تنظيم زيارة لطلاب الكادر الأكاديمي من الأطباء لمستشفى المقاصد، وترميم عدة بيوت ومدارس، بجانب فعاليات ثقافية وترفيهية للأطفال كالرسم والتلوين من خلال مؤسسة "الفرقان لتحفيظ القرآن".

وقالت درويش: "نظمنا مجموعة من المسارات السياحية في البلدة القديمة بدأنا بعضًا منها من باب العامود وجزء آخر من باب الأسباط على أن تمر جميعها بالبازار للتسوق منه".

وإذ تبين درويش أن معسكر القدس جزء من دعم متواصل يقوم به فلسطينيو الداخل للقدس وأهلها، "فنحن نُسيّر يوميًا في رمضان قرابة 25 حافلة للقدس في جميع الأوقات؛ صلاة الفجر والتراويح وغيرها يتكفل أهل الداخل بجزء كبير من مصاريفها، كما أن أي مساعدة مادية يطلبها المقدسيون سواء لترميم بيوت أو غيرها تلقى استجابة فورية من أهل الداخل".

حركة اقتصادية نشطة

وإذ يؤكد مسؤول جمعية الأقصى في الجليل المحتل أحمد أبو الهيجا أن معسكر القدس أولا هو إيذان بانطلاقة الفعاليات الرمضانية لأهل الداخل في القدس المحتلة، وتذكير لهم بضرورة الرباط في المسجد الأقصى وزيارته في أوقات الصلاة وشد الرحال إليه.

وقال: "ونحن دائمًا نهدف لأن يكون بقاءٌ أكبر لفلسطينيي الداخل بالقدس في رمضان، وكل عام يزيد الإقبال للمشاركة في معسكر القدس، ما يدلل على أنه ناجح، فتقبل عليه جميع الفئات العمرية من صغار السن وكبارهم من جميع القرى والمدن".

ويؤكد أبو الهيجا الأثر الاقتصادي الإيجابي لتوافد أهل الداخل في المشروع على القدس، إذ نتجت حركة اقتصادية نشطة تدعم أهل القدس الذين هم في الخندق الأول في الصراع مع الاحتلال، حتى لا يتجرأ الاحتلال ومستوطنيه على محاولة إخراجهم من القدس بسبب حالة العوز والفقر السائدة بينهم.

سد الثغرات

واعتبر أبو الهيجا أن الرباط في القدس من أهل الداخل يسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها المحتلون لمحاولة تهجير أهل القدس، "وقد انشرحت صدورنا لمشاهدة الحشود البشرية من أهل الداخل وهم يجوبون حارات البلدة القديمة في القدس خلال المشروع".

ويبين أبو الهيجا أن شهر رمضان هو شهر العمل المتواصل بالنسبة للجمعية التي تقوم بتوفير السبل لأهل الداخل لشد الرحال للأقصى، وفي الوقت ذاته مساعدة المقدسيين ماديًا خاصة الفقراء منهم وترميم بيوتهم لتمكينهم من الثبات في أرضهم، وتفويت الفرصة على الاحتلال لتنفيذ مخططاته لتهجير أهل المدينة المحتلة.