عمّت حالة من الغضب والحزن الشديدين معتمري قطاع غزة، أمس في إثر إعلان السلطات المصرية احتراق الشاحنة التي كانت تقلّ حقائبهم من مطار القاهرة إلى معبر رفح البري، وسط دعوات لتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة وتعويضهم عمّا لحق بهم من خسائر فادحة.
وأكد عدد من المعتمرين في أحاديث منفصلة لـ "فلسطين"، أنهم أُصيبوا بحالة من الصدمة والحزن نتيجة احتراق حقائبهم، خاصّة أنها تحتوي على هدايا غالية الثمن، مُتّهمين الشركات المسؤولة عن نقل الحقائب بالتقصير، وعدم القيام بمسؤوليّاتهم، وسط تشكيك بصدق الرواية التي صدرت للإعلام.
وقال المعتمر بلال أبو دقة، العائد ضمن الفوج الثاني، إنه تفاجأ بعد رحلة مُرهقة جدًا استمرت لأكثر من يومين، بخبر احتراق الحقائب الخاصة بالمعتمرين من أبناء قطاع غزة بمصر.
وأوضح أبو دقة في حديثه لـ"فلسطين"، أنّ طائرتهم أقلعت من مطار جدة الساعة الخامسة فجرًا صباح أول من أمس ووصلت إلى مطار القاهرة بعد 3 ساعات، حيث قامت السلطات المصرية بتنزيل الحقائب وفحصها، قبل تحميلها بشاحنة كبيرة، باتجاه معبر رفح".
وأشار إلى أنه "جزء من الحقائب تم توزيعها على حافلات المعتمرين لعدم وجود اتساع لها في الشاحنة الكبيرة، وبعد خمس ساعات من الانتظار تحرّكنا من مطار القاهرة الساعة 12 ظهرًا، ووصلنا الساعة السابعة ونصف مساءً إلى الصالة المصرية".
وأضاف: "انتظرنا للساعة الثانية فجرًا في الصالة المصرية وصول الشاحنة التي تحمل الحقائب ولكن تأخرت لفترة طويلة عن وقتها، وكان المصريين يقولون لنا سوف تتأخر لكونها تعطّلت بالطريق، ثم أخبرونا ستصلنا بعد عودتنا إلى الصالة الفلسطينية بمعبر رفح".
وأوضح أبو دقة، أنّ قيمة الهدايا التي اشتراها خلال رحلته إلى السعودية تصل إلى 1500 دولار، وجميعها هدايا لعائلته وأطفاله وأقاربه، لافتًا إلى أنه أُصيب بحالة من الصدمة بعد خبر احتراقها.
ولا يختلف الحال بالنسبة للمُعتمر عبد الرحمن الكحلوت، الذي عبّر عن حزنه لاحتراق حقائبه لكونها كانت هدايا لأطفاله وعائلته، مُحمّلًا السلطات المصرية المسؤولية عن احتراق الحقائب وما لحق بهم من خسائر.
وقال الكحلوت في حديثه لـ "فلسطين": إنّ "ما حدث هو لعبة واضحة لأنه حين قام العمال بتحميل الحقائب بمطار القاهرة، كانت الشاحنة صغيرة، وليست كبيرة كما ظهر في صور الحريق المتداولة على وسائل الاعلام".
وأشار إلى أنّ قيمة الهدايا التي احترقت داخل حقائبه بلغت 1700 دولار، مُطالبًا الجهات المختصة بتعويضه عن تلك الخسائر.
أما المعتمر أبو محمد، فقال إنه "حين تأخرت شاحنة الحقائب عن الوصول إلى معبر رفح شعر بوجود شيءٍ ما، ولكن لم يخطر بباله أن تكون الشاحنة احترقت بشكلٍ كامل، وفيها جميع حقائب المعتمرين".
وأضاف أبو محمد لـ"فلسطين": "لكم أن تتصوروا أنّ الشاحنة كان بها تقريبًا أكثر من 300 حقيبة، وكلّ حقيبة تحتوي على هدايا بقيمة 1000 دولار، فمن الذي سيُعوّض المعتمرين عن تلك الحقائب والخسارة الكبيرة".
وتابع: "هذا الخبر قتلوا من خلاله فرحتنا بالعمرة، وجميع المعتمرين أصابتهم حالة من الحسرة والحزن الشديدين".
من جانبه، أكد رئيس جمعية شركات الحج والعُمرة في غزة، عوض أبو مذكور، أنّ الجمعية ستطلب من شركات التأمين المصرية تعويض المُعتمرين عن خسائر الحريق الذي شبّ في حقائبهم.
وقال أبو مذكور في حديث لـ"فلسطين": إنّ "شركات الحج والعمرة ستُكمل الإجراءات مع الجانب المصري، وتُعوّض هؤلاء المعتمرين وفق النظام المعمول به في مصر".