فلسطين أون لاين

الشيخ ناجح بكيرات.. مرجعية مقدسية يتعمد الاحتلال إبعادها عن "الأقصى"

...
الشيخ ناجح بكيرات من باحات "الأقصى" (أرشيف)
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف:

لا يعد الإبعاد عن المسجد الأقصى من الأمور المقبولة عند أي من المقدسيين، خاصة عندما يفرض عليهم في مثل هذه الأيام من رمضان، لكنه ليس من اختيارهم بقدر ما هو سياسة يتعمد الاحتلال فرضها ويستهدف بها شخصيات إسلامية، تعد في واقع الأمر مرجعيات مقدسية لها حضورها وتأثيرها.

وعادة يستهدف الاحتلال بقرارات الإبعاد المرابطين والمرجعيات والنشطاء والمختصين في الدفاع عن القدس وأهلها.

وهذه المرة كان نائب المدير العام لأوقاف القدس الشيخ د. ناجح بكيرات، محط استهداف قرارات الاحتلال التي أوصت بإبعاده لمدة 6 أشهر عن المسجد الأقصى، وذلك للمرة الـ 26 منذ عام 2001.

وفي تفاصيل إبعاده، أشار إلى أنه عندما كان في طريقه إلى الأقصى فوجئ بقوة من جنود الاحتلال تحاصره وتقتاده إلى مركز تحقيق "القشلة" في البلدة القديمة، ليقابل هناك ضباط مخابرات الاحتلال ويبلغوه بقرار إبعاده عن الأقصى 6 أشهر، كما قال بكيرات لصحيفة "فلسطين".

وبررت مخابرات الاحتلال قرارها، حسبما أفاد بكيرات لصحيفة "فلسطين"، بتحريض الجماهير الفلسطينية في الأقصى ضد الاحتلال والمستوطنين، وأنه يشكل خطرًا على شرطة الاحتلال وعملها، وتضمن قرار الإبعاد أيضًا شكاوى من المتطرفين اليهود.

وأشار إلى أنه تعرض للاعتقال 32 مرة في سجون الاحتلال، منذ عام 1981.

وقال إنه موجود في المسجد الأقصى منذ 55 عامًا، ولم يغادره مطلقًا رغم قرارات وانتهاكات الاحتلال الهادفة إلى تفريغه.

ولم تكتف مخابرات الاحتلال بإبعاده، ومنعته من الوصول إلى مكتبه في البلدة القديمة من القدس، على بعد مئة متر من المسجد الأقصى.

من هو بكيرات؟

وبكيرات من مواليد يونيو/ حزيران 1958، ويبلغ من العمر (64 عامًا)، من سكان قرية صور باهر، جنوب شرق القدس المحتلة.

وبشأن المؤهلات العلمية، فهو حاصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية عام 1978، وفي عام 1994 حصل على بكالوريوس في الدعوة وأصول الدين من جامعة القدس، وعام 1999 أنهى دراسة ماجستير الآثار الإسلامية في نفس الجامعة، وبين عامي 2003- 2006 أنجز دكتوراه في العلوم الإسلامية في جامعة الزيتونة بتونس.

أما على صعيد الخبرات، فبين عامي 1977 – 1981، شغل إمامًا وخطيبًا في العديد من مساجد الضفة الغربية والقدس، وبين 1981 – 1990، شغل مرشد في المسجد الأقصى المبارك وإمام في مسجد الخانقاه ومسجد عمر بن الخطاب، أما بين عامي 1990 – 2000 تولى رئيس لجنة التراث الإسلامي.

وبين 2000 – 2003 شغل مندوب الهلال الأحمر الإماراتي في فلسطين، وبين 2000 – 2007 شغل محاضر في جامعة القدس أبو ديس، وبين 2003 – 2012 شغل رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك.

ومنذ عام 2006 يشغل د. بكيرات رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث.

وبين عامي 2009 – 2010 عمل محاضرًا في جامعة القدس المفتوحة، وبين 2012 – 2014 شغل مدير المسجد الأقصى المبارك، أما بين 2014 - 2015 شغل مدير إدارة الأملاك الوقفية في القدس.

ويشغل بكيرات منذ 2015 مدير إدارة التعليم الشرعي في القدس، وهو يتقن 3 لغات العربية، العبرية والإنجليزية.

أنشطة ومشاركات

وشارك بكيرات في الكثير من الأنشطة وأهمها، تأسيس لجنة زكاة صور باهر عان 1980، تأسيس مدارس رياض الأقصى وعضو مجلس آبائها 1981، وما بين عامي 1985 – 1987 شارك في تأسيس لجنة التوعية وجمعية الإصلاح وشغل نائب الرئيس.

وفي 1990 شارك في تأسيس لجنة التراث الإسلامي وتولى رئاستها إلى أن تمَّ أُغلِقت.

وبين عامي 1977 – 2018 شارك في العديد من المؤتمرات الشعبية والرسمية في الداخل والخارج في الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتصدي للحفريات والأنفاق والتهويد.

وأشار إلى أنه بين عامي 1977 – 2018 شارك في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال فتح المراكز وتدريب المعلمين والمعلمات وتكريم الحفظة والسعي على إيجاد رابطة للحفاظ في فلسطين وفتح دور القرآن.

وعلى صعيد الاعتقال والتوقيف، بين أنه في 1987 حكم عليه بالسجن 4 سنوات، نفذت منها سنتين، والباقي موقوف التنفيذ، وفي عام 1990 اعتقل وتمَّ توقيفه لمدة 45 يومًا.

وفي عام 1991 اعتقله الاحتلال لمدة شهر، وفي عام 1993 اعتقل لمدة 18 يومًا، وفي 2004 حكم عليه لمدة 8 شهور، أما في 2009 اعتقله الاحتلال من باحات المسجد الأقصى وقضى في السجون 3 شهور.

وكذلك في عام 2012 اعتقل مرتين كل مرة مدة 15 يومًا.

وللشيخ بكيرات العديد من الإصدارات؛ منها، المسجد الأقصى في سطور، رقوم مساجد يافا، ونشر حلقات بعنوان دموع على أعمدة المسجد الأقصى في صحيفة صوت الحق والحرية وعددها 90 حلقة، كما أصدر كتاب مساجد يافا، وكتاب الفوائد الجمة في زيارة المسجد الأقصى.

وكان قد شارك بكتاب دراسات في التراث الثقافي لمدينة القدس في بحث عنوانه دور المؤسسات التعليمية في مدينة القدس (إصدار مركز الزيتونة، تحرير محسن صالح)، كما أصدر كتاب أنوار مقدسية بمشاركة العديد من العلماء في العالم الإسلامي.