حرقة المعدة حالة شائعة، ومن المتاعب الصحية المزعجة التي يعاني منها الكثير من الصائمين في شهر رمضان، وخاصة بعد تناول وجبة الإفطار، حيث يرتد الحمض الذي تفرزه المعدة إلى المريء مما يتسبب بشعور بالحرقة وألم أسفل الصدر، فكيف يمكن أن نتجنبها؟
اختصاصي الأمراض الباطنية والصدرية د. بسام أبو ناصر يقول إن حموضة المعدة من الأعراض الصحية الشائعة التي تصيب العديد من الصائمين في رمضان، خاصة أن الإنسان في هذا الشهر يصوم ما يقارب 14 ساعة متواصلة، وفي أيام الصيام الأولى يحاول الجسم الاعتياد على النظام الغذائي الجديد.
ويشير إلى أن الجسم يعمل تدريجيًا على التأقلم مع الصيام، ولكن بعض الحالات التي تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي يتسبب هذا التغيير حموضة في المعدة ويواجهون صعوبة التخلص منها.
ويوضح د. بسام أنه عند شعور المعدة بالجوع تبدأ بفرز العصارة المعوية، خاصة عند اشتمام الروائح التي تهيج الجهاز الهضمي، تحتوي هذه العصارة على العديد من الإنزيمات لهضم الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، بالإضافة إلى المخاط والبيكربونات والماء، وعندما يتفاعل الإنسان مع نفسه تسببت هذه العصارة بحرقان المعدة وآلام وغثيان وحموضة.
ويضيف، أن حرقة المعدة قد تسبب أحيانًا دوخة في حال زادت في المعدة مما يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق والصداع، وهي أعراض قد يصحبها إسهال أو إمساك، وذلك حسب كمية العصارة الموجودة.
ويقول د. بسام إن الحموضة الزائدة والحرقة شائعة بعد تناول الإفطار ونتيجة طبيعية بسبب كمية الطعام التي حصل عليها في وجبة الإفطار الدسم، ما يؤدي إلى الشعور بالتخمة وعسر الهضم، كما أن الزيوت وبعض المركبات التي تحتوي على زيوت مهدرجة والأطعمة المقلية وبعض أنواع توابل تتسبب عاملًا رئيسيًا لظهور حموضة المعدة.
كيف نمنع حرقة المعدة؟
فكيف يمكن أن نمنع حدوث الحموضة؟ يجيب د. بسام على هذا التساؤل بضرورة العمل على توزيع وجبة الإفطار الرمضاني على دفعتين وعدم تناولها مرة واحدة، بحيث تكون الوجبة الأولية عبارة عن عصائر طبيعية وشوربات، وذلك حتى لا نثقل المعدة بالطعام فيندفع الدم اتجاهها ويصاب الشخص بتخمة وحموضة وعسر هضم، والشق الآخر من الوجبة بعد صلاة التراويح حيث تعتمد على الطبق الرئيسي.
ويلفت إلى تناول الطعام على جرعات ينجي الشخص من الشعور بالتخمة والصداع، ويعطي المعدة فرصة للشعور بالراحة.
وينصح د. بسام بضرورة الابتعاد عن المياه الغازية والعصائر الصناعية التي تحتوي على مواد حافظة وصبغيات وحامض الليمون والسكريات التي تسبب الحموضة كونها تخل بنظام الحموضة داخل المعدة، والتخفيف من التوابل والابتعاد عن تناول المخللات قدر الإمكان، والإكثار من الخضار والسلطات والشوربات.
ويشير إلى أهمية تجنب العادات الغذائية السيئة التي تقف وراء الإصابة بحرقة المعدة كالكافيين والأغذية الدسمة والحلويات التي تحتوي على الكثير من السمن المهدرج، وتناول الخضروات التي تحتوي على ألياف، والإكثار من شرب كمية كافية من الماء، مع الحرص على ممارسة نشاط رياضي كالمشي.
ويبين د. بسام أن هناك ارتباط واسع بين الحموضة والامساك، فكلما زادت الحموضة في المعدة زاد الإمساك، منبهًا إلى بعض العلاجات المنزلية التي تقلل من حرقة المعدة منها: تناول بضع حبات من اللوز النيء، أو كوب ساخن من البابونج أو اليانسون.