أحداث فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع في سبتمبر/ أيلول 2021م، الكل عاش تفاصيلها المبهرة، ولكن تبقى هناك أسرار وخفايا وتفاصيل لم يروها الأسرى، يقول منتجو مسلسل "شارة نصر جلبوع" الذي يعرض في شهر رمضان، إنه سيكشف عنها.
الفرار الأسطوري للأسرى الستة يقف من خلفه خمسة معاونين في كواليس عملية الفرار من "الخزنة الحديدية"، وليست هذه القضية الوحيدة التي يطرقها المسلسل، إذ يسلط الضوء أيضًا على العديد من القضايا الأخرى كالإهمال الطبي، والنطف المهربة، والتعذيب، واقتحام غرف الأسرى في سجون الاحتلال.
يجسد الفنان علي نسمان الذي يؤدي دور البطولة في المسلسل شخصية الأسير محمود العارضة، العقل المدبر وقائد عملية حفر نفق الحرية.
دراما تحارب الاحتلال
يقول نسمان لـ"فلسطين": "حينما عرض علي المسلسل كنت مشغولًا في تسجيل برنامج سيعرض في رمضان، ولكني لم أرفض، حتى تعمقت في شخصية محمود من خلال قراءة العديد من التقارير التي تتحدث عن شخصيته، ووافقت بعدها بلا تردد لأن المسلسل يؤرخ لحدث عظيم".
ويضيف: "بكيت كثيرا خلال قراءتي للسيناريو فقد تأثرت بالأحداث التي عايشها محمود، وإصراره أكثر من مرة على تنسم الحرية، حيث كانت له محاولة في عام 2014 ولم تنجح، وعاود الكرة حتى نجح، والمعجزة التي حدثت معهم".
ويبين نسمان أن المسلسل سيتحدث عن تفاصيل رافقت عملية حفر النفق لم تُروَ للإعلام من قبل على لسان الأسرى أنفسهم، عن طول النفق والصعوبات التي واجهتهم والتمويه وخداع السجان.
ويؤكد أن المسلسل فيه تأريخ لأبطال ليسوا عاديين، ويتحدث عن قضية غاية في الأهمية يحاول الإعلام الإسرائيلي وأذرعه الغربية تشويهها، ويسخر أموالًا طائلة من أجل صناعة دراما تشكك في نضال الأسرى وقضيتهم العادلة.
ويشير نسمان إلى أن "شارة نصر جلبوع" ومثله من المسلسلات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية هي دراما فلسطينية تحارب الاحتلال وتدحض عمليات التشوية التي يقودها دوليًا، فالمقاومة ليست رصاصًا، بل هي قلم، وإعلام أيضا.
ويطالب وسائل الإعلام، والغيورين على القضة الفلسطينية بالترويج للدراما الفلسطينية التي تقدم الأبطال الحقيقيين بقالب إنساني، لتغيير الصورة التي رسخها الإعلام الإسرائيلي، والعربي، أن كل من يحارب الاحتلال هو إرهابي عاشق للدماء والموت.
من جهته يبين كاتب المسلسل زكريا أبو غالي أن "شارة نصر جلبوع" دراما فلسطينية تتناول قضية الأسرى الستة، والخمسة الباقين الذين يجهل الكثيرون عن دورهم المحوري في عملية الهروب، والتي كسرت منظومة السجن الأمنية، وأعتى السجون تحصينًا، وتدخل في تفاصيل الهروب، والحفر، حتى انتزاع الحرية.
تفاصيل لم تعرض
ويوضح أبو غالي لـ"فلسطين" أن التفاصيل التي ستعرض لأول مرة كشف عنها الأسرى أنفسهم داخل السجون الإسرائيلية بعد التواصل معهم، وأدق التفاصيل المتعلقة بالسجن لتكون محاكاة حقيقية، ومن خلال ذويهم، وذوي الأسرى المساعدين لهم.
ويشير إلى أن المسلسل سيكشف عن أسرار ومفاجآت لم تخرج للإعلام من قبل، ويظهر الرواية الفلسطينية الحقيقية لقضية النطف المهربة التي حاول فيلم "أميرة" تشويهها، من خلال تبيان رأي الشرع، والمجتمع.
ومن خلال الأسير بشار، أحد شخصيات "شارة نصر"، سيعرض المسلسل معاناة الأسرى مع الإهمال الطبي، وعيشهم الموت البطيء.
وينبه أبو غالي إلى أن المسلسل ألقى الضوء على أسرى الأراضي المحتلة عام 48م، والأسرى العرب الذين كان لهم دور في مقارعة الاحتلال.
وتشارك أبو غالي مع زميله الكاتب محمود منصور في كتابة المسلسل، خلال مدة قياسية استغرقت شهرين، وتصويره خلال شهرين.
ويلفت إلى أنه كان ينهمك في كتابة مسلسل "الفجر 2"، ولكن الحالة الوطنية التي أحدثها الأسرى الستة ألزمت بضرورة مواكبة الحدث الذي صنعوه.
ويقول أبو غالي: "في ظل ما تصنعه الماكنة الغربية في تشويه النضال الفلسطيني، دورنا لا ينحصر في الاستنكار والشجب، وإصدار البيانات، بل إصدار أعمال درامية تظهر الحق الفلسطيني وتبقى عالقة في الذاكرة الجمعية لشعوب العالم".
ويضيف: "بالإضافة إلى أن المسلسل سيرفع الحالة المعنوية لدى الأسرى، ويؤازرهم، لأنه يعيد قضيتهم إلى الواجهة من جديد".
وعن الرسالة التي يوجهها المسلسل، يلفت إلى أنه سيعمل على لفت نظر العالم والمؤسسات العالمية والدولية، لقضية الأسرى ومعاناتهم، لتحريكهم ليقوموا بدورهم الحقيقي.