فلسطين أون لاين

طلبة يطلقون مشروعًا حضاريًّا لتوعية الأمة بحال القدس في رمضان

...
مبادرة
غزة/ هدى الدلو:

في شهر رمضان تشهد مدينة القدس المحتلة حركة نشطة وغير مسبوقة عن أشهر السنة الأخرى، في ظل توافد الآلاف من مدن الداخل الفلسطيني المحتلة ومن يسمح لهم بدخول المدينة من حملة التصاريح الخاصة وأهل القدس، غير أن هذه الحركة تصطدم بإجراءات احتلالية تفقد الوافدين متعة العبادة في ساحات المسجد الأقصى.

كان ذلك مدعاة لإطلاق مشروع حضاري لتوعية الأمة بحال القدس وما سيكون عليه حالها في رمضان وما يحاك ضد الأقصى، كما يقول الطلبة القائمون على المشروع. 

الناطقة باسم المشروع، إيمان الحاج توضح أن المبادرة أطلقها طلاب دراسات بيت المقدس الدفعة التاسعة لدبلوم دراسات بيت المقدس في المشروع الحضاري المعرفي العالمي، حيث انطلقت الحملة منذ بداية الشهر الجاري وستستمر حتى نهاية شهر رمضان.

ويبلغ عدد المشاركين في المبادرة 15 طالبًا تتوزع الأدوار بينهم بين تجميع المعلومات، وعمل التصاميم والكتابة والترجمة.

وينشر فريق المبادرة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة كفيسبوك، وواتساب، وتويتر، وتلجرام، وانستغرام، بلغات مختلفة كالعربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والماليزية والإندونيسية، بهدف توعية الأمة حول ما سيكون في رمضان القادم (1443/2022) وما يحاك ضد الأقصى من مؤامرات والدور المطلوب لمواجهة مكر العدو ومقاومة مخططاته.

وتوضح الحاج أن الاحتلال لا يترك فرصة من التنغيص على المقدسيين وفرحتهم، حتى بأبسط الأمور كابتهاجهم لدى اكتساء المسجد الأقصى بالرداء الأبيض بفعل ثلوج الشتاء النقية، "فمن لا يبتهج برؤية مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الرسالات من قبله، لكن لن يترك الاحتلال تلك البهجة تطول، فالاستعداد على قدم وساق لتدنيس أقدس أرض -بعد الحرمين- في أقدس شهر، ويجب أن يكون لنا دور في مقاومة هذا المكر".

وتبين أن اقتحام مقدسات المسلمين ليس هدفًا سهلًا لعدو جبان، فيستخدم العدو مناسباته الدينية هذا العام لتعبئة أفراده لأجل الهدف الذي فشل فيه مرارًا، فمعركة الأقصى في رمضان 1443 مختلفة، فكن يقظًا.

وتتابع الحاج حديثها: "فالخطوة الأولى التي سيخطوها العدو تجاه المسجد الأقصى في شهر رمضان ١٤٤٣ هي (السبت العظيم) تكمن خطورته في كونه أقرب ما يكون إلى (جس النبض)، على قدر يقظة المسلمين بشأنه وتعاملهم مع حراك العدو فيه سيطمع العدو أكثر في الخطوات التالية أو يحذر ويتردد، والهجمة الثانية المتوقعة على المسجد الأقصى في رمضان 1443 يوم الهجرة العالية وهو وقود هجرة اليهود إلى فلسطين، ما يزيد خطر استغلاله لشحن الصهاينة من أجل اقتحام المسجد الأقصى".

اعرف عدوك

واستعدادًا لاستقبال شهر رمضان القادم انطلقت حملة مبكرة بعنوان "اعرفْ عدوك تحمِ مسجدك" كخطوة استباقية لحركات صهيونية متتابعة تستهدف اقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان، الذي سيوافق خمس مناسبات دينية يهودية يستخدمها الصهاينة لشحن مواطنيهم ومتطرفيهم للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.

وتتوقع الحاج أن تستغل تلك المناسبات بقوة لدعم محاولات الاقتحام المتكررة، ومع خصوصيتها وتعلقها بالهجرة اليهودية إلى فلسطين تزداد خطورتها وتأثيرها، ما يزيد وجوب التيقظ عند المسلمين سواء المرابطين داخل وحول المسجد الأقصى أو المرابطين حول القضية إيمانيًا ومعرفيًا في جميع البلدان، لذلك ترى أهمية التحذير المبكر والابتداء بالفعل يضيق الوقت والفرص على العدو، بخلاف أن يبدأ هو أولا وتأتي ردود الفعل وإيقاظ الوعي متأخرًا.

وإلى جانب ذلك ينفذ الفريق المشارك بالمبادرة نشاطات معرفية متنوعة، كالدورات، والمؤتمرات الدولية المعرفية، ولقاءات ونقاشات منوعة مع مختصين أو شخصيات مهمة، وبرنامج قادة المستقبل للأطفال من عمر ٧ إلى ١٢عامًا، وأسبوع معرفي لكل ما يتعلق ببيت المقدس من نشر المعلومات بالتنسيق مع فريق الأقصى عقيدة لعقد بعض المحاضرات والنشاطات.

ويسعى الفريق، تبعًا للحاج، إلى القيام بدوره في نشر الوعي من باب اعرف عدوك، خاصة أن الكثير يتابع الاقتحامات والمواجهات دون معرفة مناسبة ذلك، وهنا يكن دورهم في تبيان حجج الاحتلال والعمل على كيفية المواجهة والاستعداد لذلك، وتحقيق التغيير والمساهمة بالتحرير والعمران من خلال نشر المعرفة والوعي والإدراك وصناعة التاريخ المستقبلي.