فلسطين أون لاين

تقرير هكذا نذر الحاج "يونس" نفسه ووقته لإصلاح المصاحف

...
رفح/ ربيع أبو نقيرة:

يستعين الحاج أحمد يونس (67عاما) من حي تل السلطان بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، بأدوات بسيطة لصيانة المصاحف القديمة التي تعرضت للتلف، بمبادرة شخصية ومجهود ذاتي.

وتتعرض بعض المصاحف نتيجة كثرة تداولها بين أيدي المصلين وقراء القرآن الكريم وحفظته، للتلف والتمزق داخل المساجد، فتبقى على الأرفف دون استخدام.

الحاج يونس من رواد المساجد، أخذ على عاتقه مهمة إصلاحها وإعادة ترميمها مجددا، طمعا في الأجر والثواب وخدمة للدين، بعد أن لفت انتباهه تكدسها على الأرفف.

يقول يونس في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الأدوات التي أعمل بها بسيطة، كالمقص والورق المقوى ولاصق وإبرة وخيط ورقائق ألومنيوم من علب المشروبات الغازية والعصائر".

ويلفت إلى أنه يقضي معظم وقته في منزله بإصلاح المصاحف، قائلا: "هذا العمل يحتاج لوقت وجهد، فالأوراق الممزقة أذهب بها إلى المكتبة لتصوير التالف منها، وفي بعض الأحيان تكون الكهرباء مقطوعة الأمر الذي يؤخر عمليات إصلاح المصاحف".

ويجد يونس في دقة العمل والحرص على إعادة تجديد المصاحف وإصلاحها، بما يتلاءم مع مكانتها، متعة إيمانية، ووظف من أجلها جهده وإمكانياته المتواضعة التي وفرها ذاتيا، وفق تعبيره، موضحا أن الفكرة لاقت استحسان رواد المساجد والمصلين وقراء القرآن الكريم.

ويشير إلى أنه بدأ بإصلاح المصاحف في أرفف مسجده الذي يرتاده وهو مسجد سعد بن معاذ في حي تل السلطان، قائلا: "أحد المصلين من مسجد قريب رأى المصاحف التي تم تجديدها وصيانة أوراقها الممزقة، فأعجبته الفكرة وطلب مني الحضور إلى المسجد وأخذ المصاحف الممزقة لإصلاحها".

ويضيف: "استجبت لطلبه وأصلحتها، ثم تمدد العمل ليصل معظم المساجد في الحي وفي أنحاء محافظة رفح"، منبهًا إلى أن مئات من نسخ القرآن الكريم بعضها طبع قبل عشرات السنين وتعتبر إرثا تاريخيا، تنتظر في منزله العناية لتبقى مكرمة داخل بيوت الله.

ويمضي إلى القول إنه وجد خلال عمله بإصلاح المصاحف طبعة للقرآن الكريم قَيِّمة قديمة تعود إلى عام 1332، موجودة في أحد المساجد، ممزقة وبحاجة إلى إصلاح، فقام بعمل ما يلزم من أجل الحفاظ عليها.

ورغم تطور أدوات التجليد والتغليف الحديثة إلا أن الحاج يونس يؤثر أن يقوم بهذا العمل بنفسه وبالطريقة التقليدية حرصا على الثواب والأجر، وفق حديثه.

ويرى الحاج يونس أن حفظ كتاب الله وتلاوته فضيلة عظيمة، والحفاظ عليه وإعادة ترميمه لا يقل منزلة عن ذلك، لذا نذر نفسه لإعادة تغليف وإصلاح المصاحف، في مهمة لا يبغي من ورائها سوى مرضاة المولى تعالى.

277580396_2247068365448914_3375397969343650686_n.jpg
277568661_2247068415448909_339988499087094606_n.jpg
277816109_2247068445448906_6776043275529810968_n.jpg
277806605_2247068328782251_322029298514099639_n.jpg
277464810_2247068205448930_4006323377971904744_n.jpg