أصبح المدرب الشاب عبد الله عليان حديث الشارع الرياضي في غزة بعدما قاد فريقه بيت لاهيا لحصد لقب دوري الدرجة الثانية والتأهل للدرجة الأولى التي هبط منها قبل ثلاثة مواسم.
عليان أحدث فارقاً كبيراً في طبيعة المنافسة بدوري الدرجة الثانية للموسم الحالي على الرغم من إقامته بنظام الدور الوحيد وبمشاركة 16 فريقاً، على عكس ما جرت عليه العادة في المواسم الماضية بإقامة البطولة بنظام المجموعتين على أن تُلعب المباريات ذهاب وإياب.
المفاجأة الكبرى بالنسبة للمتابعين الرياضيين تمثلت في عمر المدرب عبد الله عليان الذي أتم الـ27 عاماً قبل فترة وجيزة ليصبح أصغر مدرب فلسطيني يقود فريقه لإنجاز الصعود من درجة لأخرى متقدمة، ليكسر رقم المدرب الشاب محمد العيماوي الذي احتكر هذا الإنجاز على مدار ستة أعوام بعدما قاد فريقه الحالي اتحاد بيت حانون الرياضي للصعود من دوري الدرجة الثانية للأولى وهو في عمر الـ31 عاماً، قبل أن يأتي عليان ويقود اللهاونة للتأهل وهو في عمر أقل بأربعة اعوام.
عليان كان لاعباً في صفوف فريق بيت لاهيا قبل أن يتعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي، لكن عشقه لكرة القدم دفعه للبحث عن البقاء فيها ولكن بتخصص مختلف عن اللعب، ليتجه نحو التدريب ويبدأ بالإشراف على فرق الناشئين قبل أن يتولى مهمة المدرب المساعد ومنها تولى مهمة المدير الفني للفريق الأول إلى جانب إشرافه على فرق الناشئين، ليحقق المطلوب في نهاية الموسم الحالي وسط اشادات كبيرة بما قدمه الفريق تحت قيادته من مستويات ونتائج رائعة.
وأنهى بيت لاهيا الموسم الحالي متربعاً على صدارة ترتيب الدرجة الثانية برصيد 35 نقطة، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز في 11 مباراة وخسر في مباراتين وتعادل في مثلهما، وسجل الفريق في مشواره منذ بداية الموسم 30 هدفاً بواقع هدفين كل مباراة، ولم تستقبل شباك اللهاونة سوى ثمانية أهداف فقط.
عليان أكد لـ:"فلسطين" أنه يطمح لمزيد من النجاحات مع ناديه الأم الذي لعب في صفوفه لسنوات قبل أن تحرمه الإصابة من الاعتزال الإجباري وهو في سن صغير للغاية، إلا أنه اتجه نحو التدريب من خلال الحصول على شهادتين من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وبإشراف الاتحاد الآسيوي لفئتي (D) و (C).
ولم يخفي عليان وجود العديد من الصعوبات التي واجهته في مسيرته التدريبية، والتي كان أبرزها هو التقارب العمري بينه وبين زملائه اللاعبين ومنهم من كان يكبره وهذا ما جعل البعض يشكك في بداية مشواره معه بقدرته على فرض شخصيته على الفريق كمدرب، لكنه كسر هذه التوقعات التي أجبرت الجميع على الوقوف احتراماً لما حققه وقدمه مع بيت لاهيا.
وقال المدرب الشاب أن الصعود لدوري الدرجة الأولى لن يكون خطوة كافية بالنسبة لطموحاته مشدداً على أن الفريق سيكون له شكل قوي في الموسم القادم، وأنه وضع خطة للفريق من أجل التأهل لدوري الدرجة الممتازة خلال ثلاثة مواسم.
وأبدى عليان تعلقه الكبير بطريقة وأسلوب المدرب الإسباني بيب جوارديولا وكيفية تأثيره على الكرة القدم العالمية برغم صغر سنه عندما كان مدرباً لبرشلونة وتحقيقه لإنجازات جعلته أحد فلاسفة كرة القدم في عصرها الحديث.