قائمة الموقع

"يُرى".. أرشيف الفنون البصرية الفلسطينية في قلب العاصمة

2022-03-31T09:57:00+03:00
مسؤولة منصة "يُرى" روان شرف

منصة "يُرى" الإلكترونية شباك الفلسطينيين والمتحدثين باللغة العربية، على أرشيف الفنون البصرية الفلسطينية لنحو 500 وثيقة ورقية: ملصقات، وبطاقات دعوة، و"كتالوجات"، وقصاصات صحفية، ومقالات، تمتد إلى حقبة السبعينيات.

تعد "يُرى" المرجع الوحيد لأي باحث يؤرخ للفنون البصرية الفلسطينية، مع عدم وجود مرجع حقيقي يؤرخ للمراحل التي مرت بها تلك الفنون، وأبرز فنانيها، وتعمل على حفظ هذا الإرث الفني من الاندثار.

وأطلقت "يرى" على هامش المعرض الفني التفاعلي "وما زلنا نخطو نحوها"، الذي يعقده مركز حوش الفن الفلسطيني، ومقره مدينة القدس.

تقول مسؤولة منصة "يُرى" روان شرف: "في الحقيقة المنصة هي أرشيف مركز الواسطي الذي بُني في مدة نشاط هذا المركز بين عامي 1996 وإغلاقه في 2002، ثم وضع في عهد الفنان الفلسطيني سليمان منصور، الذي قدمه لمركز حوش الفن عند افتتاحه في عام 2006".

وتضيف شرف لـ"فلسطين": "الأرشيف يحتوي على شعبتين: الاعتماد على الفنان محورًا أساسيًّا لتجميع وبناء المادة الأرشيفية، واحتوى الأرشيف الذي تسلمناه من هذا المركز على ملفات أكثر من 300 فنانة وفنان فلسطينيين، ورقمت المواد ورفعت على المنصة، واستخدمت مادة أولية بالبحث؛ أما الشعبة الثانية فبناء مكتبة للفن الفلسطيني".

وعن أهمية منصة "يرى" تذكر أنها تهتم برسم صورة أوضح عن التاريخ الاجتماعي الفلسطيني بكل أبعاده، بتوفير أرشيف فني بصري مهم للجمهور.

وتبين شرف أن المنصة ستوفر مساحة لانكشاف الباحثين، والنقاد، والفنانين، والأكاديميين، وطلبة الفنون، والكُتّاب على أرشيف ضخم لدراسته، والبحث فيه، سعيًا لخلق حالة من التعلم والنقد والإنتاج وإعادة الإنتاج.

وتوضح أن المنصة تتيح المعرفة، والإرث الثقافي للمجتمع الفلسطيني، وجزءًا من إرث الفنون البصرية، وهي رافد للنشاط البحثي، ونقد الفنون، والحركة الثقافية.

تقول شرف: "إن مشروع أرشفة الإرث الفني الفلسطيني هو جزء من مهمتنا الأوسع في لملمة آثارنا وتاريخنا والحفاظ عليهما، لتثبيت روايتنا الفلسطينية وأحقيتنا في هذه الأرض من جهة، ومن جهة أخرى إن الأرشيف هو المدخل لفهم تاريخنا وإنتاجنا الثقافي ولتعزيز هويتنا الفلسطينية".

وتلفت إلى أن منصة "يُرى" مشرع طويل الأمد، يحتاج إلى طاقات بشرية، وموارد مالية، من أجل تطويره، ورقمنة المواد الأرشيفية الأخرى التي بحوزة المركز.

"وما زلنا نخطو نحوها"

وتتوزع في زوايا معرض "وما زلنا نخطو نحوها" الذي ضمه مركز حوش 10 لوحات لـ13 فنانًا وفنانة من جميع أنحاء فلسطين، شاركوا بلوحاتهم، التي تحمل مضامين تتعلق بالقدس ومكانتها الحضارية وعلاقتهم بها القريبة والبعيدة، لمن حرموا حق الوصول إليها.

تقول شرف: "المعرض ينظر إلى المدينة بشكلها الحيوي، ومكانة القدس في وجدان الشعوب، لذا عبر الفنانون بلوحاتهم عن علاقتهم الشخصية بالمدينة، وأي مكان فيها، دون أن يضعوا القدس في مكانها المنمط".

وتشير إلى أن الأعمال الفنية كانت جمعيها خارج الصندوق، ولا تقع في قلب الصورة النمطية للمدينة، إذ رسمت فنانة في لوحتها نبتة تشتهر بها القدس، وتصف كيف فقدت الطبيعة مكانتها نتيجة سرعة التمدن.

وتذكر شرف أن فنانة فلسطينية أخرى تعيش في هضبة الجولان المحتل رجعت في تعبيرها عن نظرتها إلى مدينة القدس لتخيلاتها في طفولتها بأن كل قبة كانت تراها هي قبة الصخرة المشرفة، فاستوحت لوحتها من علاقتها بالقباب.

وتنوعت أعمال المعرض الذي سيستمر نحو شهرين بين الرسم والنحت والكولاج (فن قص ولصق عدة خامات مختلفة معًا في لوحة واحدة) والفيديو والصوت والتركيب وفن الحدائق، إضافة إلى أعمال تفاعلية تتطلب من الجمهور المشاركة في العمل والمساهمة في بناء روايات المدينة الجديدة، وفي تتبع مساراتها.

رحلة مع المجنح

في المعرض المقام بمدينة القدس حضر عمل الفنان الفلسطيني من قطاع غزة محمد حواجري، أما هو فغاب قسرًا.

حملت لوحته الثلاثية اسم "رحلة مع المُجنّح"، واحتاج وصولها إلى القدس لجهود دبلوماسية، كما يفيد.

يقول حواجري: "كبرت في غزة المكان الأكثر اختناقًا في هذا العالم، بفعل الحصار والقيود على الحركة، ما يجعل أصغر الأحلام وأبسطها مآلات مستحيلة".

يضيف مستدركًا: "ولكن الطفل الذي كُنته ذات يوم يعاودني من جديد ويُيسر لي طريق الحلم، وها أنا اليوم أستعين بطفولتي ومخيلتي لأحلم بهذا الحيوان المُجنّح، الذي سيحملني فوق غزة وفوق البحر وفوق الحصار إلى القدس".

 

اخبار ذات صلة