قائمة الموقع

هزيمة فتح بالانتخابات المجتزَأة.. الشعب يعاقب تيار التنسيق الأمني

2022-03-28T08:21:00+03:00

عكست هزيمة حركة "فتح" التي يترأسها رئيس السلطة محمود عباس، في الانتخابات المحلية المجتزأة التي أُجريت في الضفة الغربية المحتلة، أمام قوائم التحالف الوطني والمستقلين، سخطا عاما من جانب الشارع الفلسطيني على الحركة، ورغبة في التغيير والمحاسبة.

وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنتها رسميا لجنة الانتخابات المركزية، ظهر أمس، أن القوائم المستقلة حصلت على أعلى النتائج في الانتخابات المحلية في مرحلتها الثانية التي أجريت أول من أمس.

وقال رئيس اللجنة حنا ناصر، خلال مؤتمر صحفي: إن "النتائج بينت أن نسبة المقاعد التي حصلت عليها القوائم المستقلة بلغت 64.4% من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها، البالغ 632 مقعداً، في حين حازت القوائم الحزبية على 35.6%".

إرادة الشعب

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد أن نتائج الانتخابات تقول إن الشعب الفلسطيني يصطف مع القوى المناهضة للتنسيق الأمني، وإن الصوت الأعلى في الضفة هو تأييد المقاومة ورموزها.

وقال العقاد في حديثه لـ"فلسطين": "إن العصابة التي تحكم سيطرتها على حركة فتح بالاستقواء بالاحتلال تعرضت لهزيمة أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وانكشفت تماماً".

ولفت إلى أن عباس وفتح هربا من الهزيمة في الانتخابات عندما أجهضا الإجماع الوطني لإجراء انتخابات عامة، واستخدما أقدس مكونات القضية ألا وهي القدس ذريعة لهذا الهروب، "وقد تركا القدس من قبل في كل استحقاق سياسي، وجعلا أهلها عرضة لابتزاز مشاريع التهويد".

وبين العقاد أن هذه النتائج جاءت مع غياب حركة حماس عن المشاركة الرسمية في الانتخابات، وهو ما يكشف قوة حضور الحركة والفصائل الثورية، "واندحار عصابات التنسيق الأمني وتجار القضية".

ورأى الكاتب والباحث السياسي، محمد أبو شباب، أنه "رغم عدم وجود توافق فلسطيني كامل على الانتخابات المحلية فإن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قال كلمته، وعاقب من يبيعه أوهام الوطنية".

وأوضح أبو شباب لـ"فلسطين"، أن تراجع حركة فتح في نتائج الانتخابات المجتزأة يدل على مستوى متدنٍ من رضى الجمهور عن أدائها سواء في السلطة أو المؤسسات الخدماتية، وهي رسالة شعبية غاضبة على نهج السلطة وأدائها.

ولفت إلى أن الفائزين في الانتخابات قد يواجهون بعض العراقيل في استلام مهامهم وصلاحياتهم من قبل السلطة، لكن في النهاية لا بد من التعامل مع من أعطاه الشعب ثقته، وأن يأخذوا فرصتهم كاملة.

وقال إن السلطة وحركة فتح ما تزالان تنظران لنفسيهما أنهما الوصي على الشعب الفلسطيني، ويجب أن يعطيهما الناس ثقتهم، ولذا رأينا بعض حالات الخروج المسلح، وإطلاق النار، في أثناء الاقتراع، وقبيل إعلان النتائج.

سخط شعبي

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، ربيع أبو حطب، أن نتائج الانتخابات كانت متوقعة ومعبرة عن سخط المواطنين من سياسات السلطة من ناحية، ولمعاقبة حركة فتح التي تعد حزب السلطة.

وقال أبو حطب في حديثه لـ"فلسطين": إن "تراجع حركة فتح ودفعها ثمن ممارسات السلطة لا يتضح فقط من خلال البلديات الكبرى التي خسرت فيها قوائمها، بل إن المجالس البلدية التي فازت فيها تفوقت بفارق مقعد أو مقعدين عن القوائم المنافسة".

ولفت إلى أن سيف السلطة ومسلحي فتح المسلط على إرادة المواطنين هو الذي حال دون مشاركة فاعلة من الناخبين المستقلين أو المحسوبين على تيارات أخرى، الأمر الذي كان يمكن معه أن تكون خسارة قوائم فتح أكبر".

وبين أن التحالفات بين القوى الفائزة ستحول دون تمكن قوائم فتح من تشكيل مجالس بلدية بمفردها حتى في المناطق التي فازت فيها بفارق ضعيف، أو تجد من يزاحمها على اللجان أو المناوبة على رئاسة المجلس أو تكون هذه المحافظات على موعد الفراغ الإداري ووضع العصي في الدواليب، وهو ما تجيده حركة فتح منذ انتخابات 2006.

وأضاف أبو حطب: أن هذه النتائج هي ما كانت تخشاه السلطة ورئيسها، ليس لكونها تعبر عن المزاج العام للشارع تجاه هذه السلطة وبرنامجها، بل لكونها ستحرج السلطة أمام الجهات الدولية التي أجبرت السلطة على إجراء هذه الانتخابات لتوفير مجالس شرعية ومنتخبة لاستمرار دعم مشاريع هذه البلديات، الأمر الذي قد يدفع هذه الجهات المانحة لإعادة النظر في دعم السلطة دون تجديد شرعية رئيسها منتهي الولاية.

وكان رئيس السلطة محمود عباس، قرر إلغاء إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة في مايو/أيار ويونيو/حزيران العام الماضي، وسط انتقادات فصائلية وشعبية واسعة.

وتطالب الفصائل الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، بإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، ووقف تغوله على السلطات الثلاث.

اخبار ذات صلة