قائمة الموقع

​البطالة والفقر "حجرا عثرة" في طريق التعليم الجامعي بغزة

2017-07-13T06:16:59+03:00

طالب أولياء أمور، واقتصاديون، مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، بتقديم تسهيلات للطلبة خاصة الجدد، مراعاة للظروف الاقتصادية المتردية، وطرح تخصصات تواكب سوق العمل، وإغلاق التي يقل الإقبال عليها، وذلك للحد من معدلات البطالة.

وحث هؤلاء المانحين والمؤسسات المهتمة بالتعليم العالي على إنشاء "صندوق خاص" بطلبة غزة، نظراً لارتفاع أسعار التعليم الأكاديمي، والذي تعود ملكية معظمه للقطاع الخاص.

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي، أعلنت، أمس، نتائج امتحانات الثانوية العامة "إنجاز"، وبلغ معدل النجاح 67.24% بزيادة بلغت 2.5% عن العام الماضي.

ويقول سعد عاشور: "إن فرحتي بنجاح ابني في شهادة الثانوية العامة منقوصة، إذ إن ظروفي المالية لا تسمح بالتحاقه بإحدى الجامعات".

وعاشور (44 عاماً) متعطل عن العمل منذ عدة سنوات، ويعتاش وأسرته المكونة من 13 فرداً على مخصصات الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الخيرية.

ودعا عاشور مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة إلى تقديم تسهيلات مالية للطلبة الجدد بطرح برامج تقسيط ميسرة، وتقديم إعفاءات للمحتاجين.

فيما تُشير أم محمد الدباكي (60 عاماً) إلى أن وفاة زوجها قبل عدة أشهر زاد من صعوبة وضعها المادي، وباتت فرصة التحاق ابنتها في الجامعة ضئيلة.

وتضيف "ما تبقى من راتب زوجي بالكاد يكفي لتأمين متطلبات منزلي الذي يقطنه أبنائي المتزوجون".

تأثيرات الدخل

ويرى المختص في الشأن الاقتصادي د. أسامة نوفل، أن قلة الدخل لدى الأسر قد يدفع بها إلى إلحاق أبنائها في تخصصات أقل رغبة وهذا يسبب الإحباط.

وحث المؤسسات الداعمة والمهتمة بالتعليم إلى تخصيص صندوق لدعم الطالب الجامعي في قطاع غزة الذي به جامعة حكومية واحدة فقط.

كما طالب نوفل الجامعات والكليات بطرح تخصصات تواكب سوق العمل وإغلاق تلك ضعيفة الإقبال، والاهتمام بالتعليم المهني والتقني.

ويُواجه قطاع غزة ظروفاً اقتصادية سيئة للغاية، بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر وتبعاته على المؤسسات الاقتصادية.

مقترحات للتخفيف

ويضم المختص في الشأن الاقتصادي د. رائد حلس، صوته إلى أولياء أمور الطلبة، حاثاً مؤسسات التعليم العالي على تقديم تسهيلات عاجلة للطلبة الذين تفصلهم مدة شهرين على موعد الدراسة.

ويقترح حلس، عددا من الإجراءات لتسهيل تسجيل الطلبة في الجامعات كتخفيض الرسوم، أو تأجيلها لحين ميسرة، أو فتح برامج تقسيط.

ويُقدر المختص الاقتصادي سعي الجامعات لتحقيق الربح "لكن في الوقت ذاته ينبغي أن تضع الهم الوطني والرسالة الإنسانية ضمن أهدافها".

منح الإسلامية

الجامعة الإسلامية بغزة أعلنت عن طرحها العام الحالي منحاً للطلبة الجدد مراعاة للظرف الاقتصادي.

ويقول رئيسها د. عادل عوض الله: إن الجامعة خصصت 1500 منحة دراسية للطلبة المحتاجين الجدد.

ويلفت عوض الله، إلى أن نسب المنح التي تقدمها "الإسلامية" تتراوح بين (25% - 70%) للملتحقين ببرامج البكالوريوس في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2017/2018.

نظام التيسير بالأزهر

من جهته يؤكد نائب رئيس جامعة الأزهر للشؤون المالية والإدارية د. مروان الأغا، أن الجامعة تضع اعتباراً لظروف الطلبة الاقتصادية، عبر نظام تيسير ومجموعة من الإعفاءات.

ويشير إلى أن الجامعة راعت في الفصل الدراسي الماضي ظروف الطلبة المالية، وسمحت لغير مسددي الرسوم بدخول لجان الامتحانات.

يجدر الإشارة إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، حرم الكثير من طلبة الثانوية العامة من الالتحاق بالجامعات، كما دفع بعضهم إلى تأجيل الدراسة، في حين أن شهادات خريجين محتجزة لحين تسديد الرسوم المتراكمة عليهم.

ويقدر عدد حملة الشهادات الجامعية المتعطلين عن العمل بنحو 100 ألف خريج، بينما تصل في بعض التخصصات إلى 75%.

وزادت الإجراءات العقابية التي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس من تردي الوضع الاقتصادي، وأضعفت عمليات الإقالة المبكرة لنحو 6 آلاف موظف، واستقطاع 40% من رواتب الموظفين، القوة الشرائية في غزة.

ويصنف قطاع غزة ضمن المناطق الأكثر فقراً في العالم، حيث تبلغ نسبة البطالة أكثر من 46% ويعيش 40% من السكان البالغ عددهم مليوني نسمة تحت خط الفقر (2 دولار للفرد)، فيما يعتمد نحو 900 ألف شخص على المساعدات، وفقاً لتقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

اخبار ذات صلة