لم تكتمل فرحة الأسيرة المقدسية فدوى حمادة، بلقاء أبنائها وزوجها خلال زيارتهم لها في سجن "الدامون"، أول من أمس، بسبب الأصفاد الحديدية التي أحكمت قبضتها على قدميها وأدت إلى كسر ساقها.
وأدت الأصفاد التي قيدت بها إدارة سجون الاحتلال قدمي ويدي الأسيرة فدوى (33 عامًا)، خلال الزيارة إلى سقوطها على الأرض وإصابتها بكسر في الساق، وذلك في أثناء إعادتها إلى سجن "الدامون".
وتعاني فدوى "ظروفا إنسانية قاسية وصعبة"، فمنذ لحظة اعتقالها فرضت عليها إدارة السجون عقوبات قاسية، فتعرضت للعزل الانفرادي مرتين، بحجة مهاجمة إحدى السجانات التي حاولت إهانة إحدى الأسيرات.
واعتقلت قوات الاحتلال فدوى، الأم لخمسة أطفال، من بلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة في 12 أغسطس/ آب عام 2017م، بتهمة تنفيذ عملية طعن، وحكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات، ودفع غرامة مالية قيمتها 30 ألف شيقل.
وقت سريع
ويقول منذر حمادة، زوج الأسيرة فدوى: إن "الزيارة كانت من أجمل الزيارات منذ اعتقال زوجتي، فطوال الوقت ساد الضحك بيننا، لكن زوجتي كانت تخفي آلامها من ضيق الأصفاد التي أحكمت على قدميها".
وأضاف حمادة لصحيفة "فلسطين": مضى الوقت المخصص للزيارة (45 دقيقة) كلمح البصر، وأبنائي كانوا مشتاقين لوالدتهم، ورغم الزجاج الفاصل بيننا، وصوتها الذي كان يصلنا عبر سماعة الهاتف كنا سعداء بزيارتها، وفاجأ أبنائي والدتهم بتقديم هدايا بمناسبة يوم الأم".
وتابع: "بعد عودتنا إلى البيت أبلغنا من أهالي الأسرى الذين تمكنوا من الزيارة بأن زوجتي تعرضت لكسر ساقها في أثناء نقلها إلى سجن "الدامون"، عقب انتهاء زيارتها نتيجة تكبيلها بالأصفاد.
وأشار إلى أن زوجته اشتكت خلال الزيارة من ضيق الأصفاد وإحكامها على قدميها، وكانت تحاول ألا تشعر أولادها بذلك.
مسؤولية كاملة
ولفت إلى أن محامي هيئة شؤون الأسرى نجح في الوصول إلى فدوى والاطمئنان إلى وضعها، مؤكدًا أنها أصيبت بكسر في ساق رجلها، حيث ترقد حاليًا على أحد أسرة مستشفى "بيلينسون" في الداخل المحتل.
وحمل حمادة، إدارة سجن "الدامون" المسؤولية الكاملة عن حياة زوجته والأوضاع السيئة والصعبة التي تمر بها منذ نحو عام ونصف، بعد اتهامها بضرب سجانة، مشيرًا إلى أن محكمة حيفا أجلت جلسة محاكمة زوجته إلى الأول من مايو القادم.
وذكر أن سلطات الاحتلال تتعمد ممارسة التضييق على الأسيرات والاستفراد بهن، مشيرًا إلى أنه خلال زيارة المحامي لزوجته قبل يوم من كسر ساقها فوجئ بتكبيلها بالأصفاد وأبدى انزعاجه من الأمر.