توافق اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عمر صالح البرغوثي "أبو عاصف"، والذي عرف بلقب "جبل فلسطين".
ولد أبو عاصف في قرية كوبر قرب رام الله عام 1953م، وسط عائلة ربت أبناءها على حب الوطن فلسطين، فمنها تخرج الشهداء والأسرى وقادة العمل الفلسطيني المقاوم.
بدأ القائد القسامي أبو عاصف جهاده مبكراً، حيث قاتل في صفوف الثورة الفلسطينية في لبنان، واعتقل لدى الاحتلال لأول مرة في عام 1978م إثر عمليةٍ نفذها برفقة شقيقه المجاهد نائل البرغوثي عميد الأسرى، وأفرج عنه من سجون الاحتلال في صفقة تبادل الأسرى عام 1985م.
أحد مؤسسي القسام
بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كان أبو عاصف أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة المحتلة، والمشرف المباشر على العديد من خلايا القسام في الضفة، وقد كانت له مسؤوليةٌ مباشرةٌ على خلية الشهيدين عماد وعادل عوض الله التي تشكلت من مجاهدي القسام في قرى كوبر وسلواد والمزرعة الغربية، والتي اعتبرها المحتل إحدى أخطر خلايا المقاومة الفلسطينية في تاريخه، ونفذت عملياتٍ موجعةً قُتل فيها عددٌ كبيرٌ من جنود الاحتلال، كما قام بتدريب قائد الخلية وإمدادها بأول قطعة سلاحٍ استخدمت في عملياته.
وقاد المؤسس أبو عاصف خلايا عسكرية تكونت من عشرات المجاهدين في الضفة المحتلة أذاقوا العدو الويلات وقتلوا من العدو ما يزيد عن 10 جنود وأصابوا الكثير، ونفّذوا العديد من العمليات البطولية منها عملية دورا القرع وطردة وسلسلة عمليات خط 60 وعرف عن تلك الخلايا أنها أصابت العدو في مقتل دون أن يتمكن العدو من إصابة أي من أفرادها.
عوفرا وجفعات آساف
وعلى درب والدهم المجاهد وبإسهام منه نفذ نجلاه القساميان عاصم وصالح بتاريخ 9-12-2018م عملية إطلاق النار بشكل مباشر من سيارة كانت تستقلها الخلية صوب مجموعة من المغتصبين كانوا يحيون ذكرى قتيل بحادث سير قرب مغتصبة "عوفرا" شمال مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، مما أدى لإصابة 11 مغتصباً بينهم حالة خطيرة.
بعد العملية بأيام اغتالت قوات خاصة القائد القسامي صالح وطورد عاصم، وثأراّ لأخيه نفذ القائد القسامي عاصم في اليوم الثاني من استشهاد شقيقه عملية إطلاق نار من مسافة الصفر على مدخل مغتصبة "جفعات أساف، خلال العملية داس القائد القسامي عاصم على رؤوس الجنود الصهاينة وهو يحصد أرواحهم وهم يتوسلون له الحياة.
رحلة المطاردة والاعتقال
وبعد عمليتي صالح وعاصم اعتقل الاحتلال جميع أفراد عائلة البرغوثي، ومنهم أبو عاصف وزوجته، وتعرضت العائلة لتحقيق وظروف اعتقال قاسية في الزنازين، وهدم الاحتلال منزلي ابنيه الشهيد صالح والأسير عاصم في العام 2019.
وبلغ مجموع سنين اعتقال المؤسس نحو 30 عاماً في سجون العدو، وخلال فترة اعتقاله تولت زوجته الصابرة أم عاصف تربية أبنائها على ذات الطريق، الذين اعتقلوا كذلك بتهمة تشكيل خلية عسكرية لأسر جنود صهاينة ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، والتقوا بوالدهم داخل السجن.
وقبل وفاته بأسابيع قليلة اعتقله الاحتلال مهدداً إياه، لكن القائد أبا عاصف بقي كالجبل الشامخ لا تهزه الرياح، وظل على عهد الجميع به أنه يخرج في كل مرة أشد عوداً وأقوى شكيمة في مواجهة العدو الجبان.
ورحل القائد أبو عاصف في رام الله بتاريخ 25-3-2021 في رام الله إثر إصابته بفيروس كورونا، وقد شيعته جماهير غفيرة في جنازة لم تشهد مثلها الضفة الغربية منذ سنوات طويلة.