حتى أشد المتفائلين من مشجعي نادي برشلونة كان يتوقع أن ينقلب حال فريقه نحو الأفضل بهذا الشكل، بعد تعيين تشافي مدرباً، بسبب المستوى المتواضع الذي بدأ به الموسم الحالي مع المدرب الهولندي رونالد كومان والشكوك حول قدرة المدرب الجديد على إحداث الفارق في فترة وجيزة.
لكن الفريق فاجأ الجميع بمستويات ونتائج مبهرة مع تشافي كان آخرها الفوز الكاسح على ريال مدريد برباعية نظيفة على أرضه وبين جمهوره، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن برشلونة قد عاد فعلاً للإبهار، بعد معاناة طويلة مع مدربين شتّى فشلوا جميعاً، حتى جاء "إبن النادي" تشافي.
رباعيات بالجملة
رباعية برشلونة في الكلاسيكو أمام الريال لم تكن الأولى، بل هي السادسة للفريق الكتالوني في ظرف شهر ونصف منذ قدوم تشافي.
استلم تشافي دفة فريقه السابق في نوفمبر الماضي وخاض معه 25 مباراة في مختلف البطولات، (الدوري الإسباني وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس السوبر الإسباني)، فاز في 14 وتعادل في 7 وخسر 4 كانت آخرها في ربع نهائي كأس إسبانيا أمام أتلتيك بلباو في يناير الماضي.
افتتح تشافي "رباعياته" مع الفريق في مرمى أتلتيكو مدريد ضمن مباريات الجولة 23 بفوز برشلونة 4 - 2 قبل أن يكرر نتائجه الثقيلة على أرض مضيفه فالنسيا بعدها بجولتين والفوز 1 - 4 ويسجل معه الفريق الكتالوني أربعة أهداف جديدة في مرمى نابولي الإيطالي على أرضية ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" ضمن إياب دور الـ 32 في بطولة الدوري الأوروبي.
وسجل برشلونة رباعيته الثالثة تواليا عندما عاد من إيطاليا واستقبل أتلتيك بلباو على "كامب نو" في الجولة 26 واكتسحه 4 - صفر ليسجل بعدها بجولتين رباعية جديدة في مرمى أوساسونا على أرضية الملعب نفسه.
تشافي كلمة السر
وترى صحيفة ماركا الإسبانية أن تشافي اتخذ مجموعة من القرارات التي ساهمت في رفع جودة الفريق، وأولها قراره بالموافقة على تدريب برشلونة في منتصف الموسم وفي ظروف بالغة الصعوبة.
وُضع تشافي بين مطرقة التزامه مع السد، وسندان قلبه الذي كان يريد استلام المهمة، وفي النهاية قرر بعيداً عن العاطفة، العودة إلى برشلونة على مقعد المدير الفني.
عندما وصل تشافي إلى كتالونيا، كان برشلونة في حالة سيئة، وانتشاله من أزمة النتائج يتطلب الكثير من العمل وشجاعة منقطعة النظير، وهي سمات امتاز بها تشافي.
حرص تشافي على هي إعادة شحن اللاعبين نفسيا ودعمهم والدفاع عنهم أمام الإعلام، الأمر الذي انعكس على اللاعبين الذين عادت إليهم الابتسامة، وأصبحوا يخوضوا التدريبات بسعادة أكبر، بينما كان يعيش حالة من اليأس والإحباط تحت قيادة كومان.
كذلك قرر تشافي اختيار عدد من الصفقات الجديدة التي أثبتت نجاحها، إذ لعبت صداقة تشافي مع جوردي كرويف المستشار الفني للفريق دوراً كبيراً في تفاهم الرجلين حول هوية اللاعبين المناسبين لأسلوب الفريق، من أجل التعاقد معهم.
ونجحت الإدارة في تلبية مطالب تشافي، التي بدأت بعودة البرازيلي المخضرم داني ألفيس، ثم أثمرت عن التعاقد بيير إيمريك أوباميانغ وفيران توريس وأداما تراوري.
قوة شخصية تشافي
سبب آخر يتعلق بقوة شخصية تشافي أمام رئيس النادي خوان لابورتا، إذ كان شجاعاً وواضحاً خلال حديثه مع خوان لابورتا قبل التوقيع وبعده، وكان صريحاً في طلباته، التي أُجبر الرئيس على تلبيتها.
على الجهة المقابلة، يُلام كومان كثيراً حول طريقة إدارته للفريق، وتعامله مع لابورتا، خاصة وأنه رد فعله مع برشلونة، كانت عكس الطموحات.
وأطلقت "ماركا" مصطلح "الملحمة" على الأزمة التي نشبت عقب الإعلان عن توقف مفاوضات بين الإدارة وعثمان ديمبلي، دون أن تصل إلى نقطة اتفاق حول تجديد العقد.
الإدارة قررت استبعاد اللاعب ووضعه على المدرجات، لكن تشافي وقف بحزم ضد هذه الرؤية، وقرر الاعتماد على اللاعب حتى نهاية عقده، الأمر الذي انعكس إيجابا على الفريق، وعلى اللاعب الذي قد يجدد عقده في النهاية.
وبعد خوض عدد من المباريات، اعترف تشافي علناً أن هناك عدداً من اللاعبين يفتقرون إلى الفهم الأساسي حول أسلوب لعب برشلونة.
لكن المدرب الإسباني الشاب لم يستسلم، واستخدم من لديه من فكر ولاعبين، من أجل العدة إلى الطريق الصحيح، وهو ما نجح فيه حتى الآن.
واختفى الضغط تحت قيادة كومان، لكن تشافي أعادها، هي ميزة غير قابلة للتفاوض عند تشافي، الذي يجبر جميع اللاعبين على السعي لاستعادة الكرة في أقرب وقت ممكن.