فلسطين أون لاين

تقرير بالألحان والألعاب التشكيلية تغرس سارة "بيت المقدس" في قلوب الأطفال

...
بيت المقدس
غزة/ هدى الدلو:

غربتها الطويلة لم تُنسِها الغرس الأبوي لحب وطنها والمسجد الأقصى، لتستثمر عالم التواصل الاجتماعي بتخصيص صفحة تسعى من خلالها لإحياء مصطلح "بيت المقدس" باعتباره غنيًا بخلفية تاريخية خصبة، وبأهميات دينية، وارتباطات ثقافية ودينية تنافسية، وباهتمامات دولية تؤثر في بقية العالم في الإطارين التاريخي والمعاصر. 

تقطن د. سارة العويسي مدينة القدس المحتلة، ويعود مسقط رأسها إلى مدينة الخليل حيث عاشت طفولتها قبل أن تنتقل مع ذويها إلى المملكة المتحدة.

تقول سارة: "تربيت منذ الصغر على حب المسجد الأقصى والعمل لأجله، فوالداي زرعا بداخلي أن العمل من أجل هذه القضية هو من أهم الأعمال التي علينا أن نعمل من أجلها، وبالرغم من العيش في المملكة المتحدة منذ أن كان عمري ١١ عامًا، وما زال انتمائي لهذه القضية العالمية حيًا". 

طفولتها في الخليل تركت بصمة مهمة وعمل أسرتها لأجل هذه القضية جعله محورًا مهمًا في حياتها، والإعداد التربوي والأسري لهما العامل الأساسي في غرس حب الأقصى في نفسها، فما كان يمر يوم في بيتهم إلا وتحدثوا وناقشوا موضوعًا بخصوص المسجد الأقصى وبيت المقدس. 

تضيف سارة (38 عامًا) وهي اليوم أم لثلاث فتيات: "لم يكن باستطاعتنا زيارة فلسطين، ولكن كان بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك يعيشان بداخلنا جميعًا، أذكر كم كان الوالدان يشجعانني أنا وإخوتي على الاشتراك بمسابقات مثل مسابقة الأقصى في خطر التي كان يشرف عليها الشيخ رائد صلاح، وأيضًا أناشيد عن الأقصى لم تخلو من بيتنا".

وانعكس ذلك على مسيرة سارة التعليمية، حيث تمحورت دراساتها الجامعية العليا على دراسات بيت المقدس، "درست في جامعة دندي بكالوريس علوم سياسية، ومن ضمن المواد التي درستها في السنوات الأولى من الدراسة كانت تاريخ أوروبا، وكنت أبحث بأي وسيلة عن دراسة التاريخ والحضارة الإسلامية، فقررت أن تلتحق وتدرس ماجستير في دراسات بيت المقدس في جامعة أبردين ببريطانيا".

إحياء المفهوم

وتحاول سارة تبسيط المعلومات لأي شخص من خلال المحاضرات الجذابة وإحياء مفهوم ومصطلح أن بيت المقدس والمسجد الأقصى قضية كل مسلم، "ونحن في بريطانيا ربما تستغربي أن الذي يعمل من أجل قضية بيت المقدس ليس بالضرورة أن يكون فلسطينيا أو عربيا إنما أيضًا المسلم الباكستاني أو من جنسيات أخرى".

وعن عملها لأجل غرس هذا الحب الكامن في قلبها في أفئدة الأطفال، تشير إلى أنها منذ أن أصبحت أمًا وهي تحاول غرس حب المسجد الأقصى في قلوب بناتها، وهو ما جعلها تركز في الفترة الماضية على العمل لغرس في قلوب وعقول الأطفال فهم قادة المستقبل وجيل التحرير والتمكين بإذن الله، فالعمل لهم هو الاستثمار الحقيقي لتحرير المسجد الأقصى وبيت المقدس.

ولأن الأطفال ينجذبون نحو الأشياء الممتعة والجذابة، انتهجت سارة أسلوب رواية القصص والأناشيد لاستعارة انتباه الطفل نحو قصص وتاريخ الأرض المقدسة، وتعتقد أن من حقوق الأطفال علينا منذ الصغر أن نحببهم في المسجد الأقصى.

ومن الأنشطة اليدوية التي تستخدمها لعبة بازل المسجد الأقصى أو عمل "معجون بليدو" ومنه يتم صناعة مجسم المسجد الأقصى ومعالمه من المعجون، أما الأغاني والأناشيد فهي من أسهل الطرق لتوصيل المعلومة للطفل بطريقة ممتعة.

وتُشارك سارة أسرتها من أجل التفكير بكلمات سهلة ومبسطة للأناشيد الجديدة تراعي وحدة القافية لكي تشد الطفل ما أمكن.

ولا تسعها الفرحة عندما يشاركها الأطفال بأعمالهم من الأناشيد والأنشطة أو حتى إعلانهم بحبهم للمسجد الأقصى، "فهذه والحمد لله ثمار العمل من أجل بيت المقدس".

ومثل ضيق الوقت عائقا أمام سارة التي تقول إنها تجد صعوبة في خلق توازن بين احتياجات الأسرة ومتطلبات العمل، إلى جانب غير إلمامها الكبير بالتكنولوجيا، "ففي بعض الوقت أتمنى لو أستطيع إنتاج أعمال أكثر بطرق أفضل".

وقبل جائحة كورونا كان عمل سارة يقتصر على المدينة التي تسكن فيها، أما الآن فأصبح العمل هنا في بريطانيا وأيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن لنشر العلم والمعرفة عن بيت المقدس عليها أن تتحدث مع كل جيل بطريقته، وجيل اليوم طريقته هي التكنولوجيا، وهي من ضمن الوسائل لنشر المعرفة وعلوم بيت المقدس.

وتطمح أن تصبح كل أسرة وكل طفل مسلم يعرف مسؤوليته تجاه المسجد الأقصى، وأن تصبح المعرفة عن بيت المقدس في قلب كل طفل وأسرته.