أكد مركز مساواة وممثلو عائلات القتلى الفلسطينيين من الداخل المحتل، أن عناصر الشرطة الإسرائيلية يمارسون سياسة عنصرية ضد فلسطينيي الداخل، تؤدي إلى استخدام الرصاص الحي القاتل ما أدى لمقتل 47 منهم منذ عام 2000، لأسباب تتعلق بدوافع عنصرية.
جاء ذلك خلال مؤتمر مشترك عقد أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري، ونشر ملخصه من قبل المركز عبر صفحته بفيسبوك.
وأشار المركز، إلى أن طواقمه أجرت فحصًا دقيقًا كشف عن عشرات الحالات التي قتلت بفعل هذه السياسة، واتضح أن الضحايا لم يستخدموا السلاح، وكانوا ضحايا سياسة سهولة الضغط على الزناد عند التعامل مع الفلسطينيين بالداخل.
وطالب المركز، الحكومة الإسرائيلية إلى إجراء تغيير جذري في جهاز التحقيق مع عناصر الشرطة في وزارة القضاء، والتي اعتبرتها العائلات شريكة في عملية حماية تلك العناصر بسبب التحقيق غير المهني وغير الجاد، والذي يؤدي إلى عدم تقديم لوائح اتهام جنائية في بحق القتلة منهم.
واستعرض مدير مركز مساواة جعفر فرح حيثيات القتل من قبل أفراد الشرطة وعمليات التحقيق التي جرت في أعقابها وقرارات النيابة العامة التي أوصت بإغلاق 45 قضية من أصل 47 قضية منذ أكتوبر/ تشرين أول 2000.
واعتبر والدا الشهيد محمد كيوان “أن التحقيق مع عناصر الشرطة غير مهني ومنحاز، حيث تستخدم ماحاش موارد الشرطة لجمع الأدلة وفحصها، وتتم هذه العملية بالتنسيق مع الشرطة، لدرجة أن قسم التحقيق مع رجال الشرطة لا يملك حتى مختبرًا جنائيًا لفحص المعطيات في موقع تنفيذ الجريمة”
وقالت والدة كيوان، أن ابنها لم يشكل أي خطر على عناصر الشرطة، ولم يكن بحوزته أي سلاح وتم قتله بدم بارد.
واستعرض المحامي ألبير نحاس قضايا قتل منير عنبتاوي ومحمد كيوان، حيث اتضح أن التحقيق كان سطحيًا، وفي قسم كبير من الحالات يتم تحويل ملفات غير جاهزة إلى النيابة العامة، مما يضطرها إلى طلب استكمال التحقيق، وتتم المماطلة لأكثر من سنة في غالبية الحالات من قبل ماحاش والنيابة العامة.
فيما قال المحامي عامي هولندروالذي يترافع في ملف مقتل إياد أبو رعية “يتم التعامل بعدوانية وتجاهل لتوجهات المحامين والعائلات من قبل الشرطة وأقسام النيابة العامة المسؤولة عن مرافقة القضايا”، معتبرًا ما يحدث في ماحاش تواطؤًا مع العنصرية في الشرطة الإسرائيلية.
وقدم جبر حجازي شقيق القتيل “أحمد” نموذج عن الثمن الذي دفعه أخاه نتيجة تبادل اطلاق رصاص داخل أزقة مدينة طمرة وهو ما لا يحدث بأي بلدة يهودية، مشيرًا إلى اغلاق الملف بحجة تشكيل خطر على عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وأشارت المديرة التنفيذية لمركز مساواة سهى سلمان موسى على أهمية العمل الدولي وبناء شراكات مع عدة منظمات حقوقية ومجتمعية خاصة في الولايات المتحدة فيما يتعلق بموضوع عنف الشرطة والأساليب العنصرية التي تتبعها ضد كل من هو غير أبيض.
وأعرب الناشط الافريقي الامريكي كينيث تشامبرلين والذي قتل والده على يد شرطي أبيض في ولاية نيويورك وهو مؤسس ائتلاف يدعو لوضع آليات إصلاح داخل الشرطة، عن تضامنه مع ضحايا العنف الشرطوي من المجتمع الفلسطيني بالداخل، وقال: إن تعامل الشرطة العنصري متشابه أيضًا عند فئة السود الأمريكان وأنه علينا تكثيف الجهود والعمل معا لمحاربة هذه الآفة.