قال عضو الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج فارس فحماوي، إن منظمة التحرير أصبحت مختطفة من سلطة أوسلو المتنفذة وبعض الموالين لها من الفصائل الفلسطينية.
وأوضح فحماوي في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أن السلطة ورئيسها محمود عباس "اختطفت المنظمة كما هيَّمنت على حركة فتح، بتجاوز المنطلقات الأساسية التي أُسست لأجلها، ما أحدث فيها صراعات داخلية".
وأضاف أن "الأصل أن تمثل المنظمة جميع أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، لكن ما يجري الآن في الحقيقة هو تهميش لفلسطينيي الداخل الذين يمثلون ثلث الفلسطينيين، وفلسطينيي الخارج أيضًا".
وبيّن أن السلطة ألغت دور فلسطينيي الداخل والخارج في القرار السياسي على مدار السنوات الماضية، واقتصرت على ضم بعض الأحزاب الموالية لها فقط، لافتًا إلى أن هذه السياسة تكرّست أكثر بعد توقيع اتفاقية أوسلو "الدنية" مع الاحتلال.
وانتقد فحماوي استمرار تفرد السلطة بالقرار السياسي وإقصاء الفصائل الفلسطينية الوازنة مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، متابعًا: "يبدو أن مجموعة أوسلو لا تدرك مدى أهمية دخول هذه الفصائل للمنظمة وإشراكها في القرار السياسي".
واستنكر إصرار السلطة على إخضاع من يريد الدخول للمنظمة بقرارات خارجة عن الميثاق الوطني، والموافقة على اتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني، وهو ما ترفضه "حماس والجهاد اللتان تسيران في خط مقاومة الاحتلال".
وجدد فحماوي التأكيد أن اتفاقية أوسلو شكَّلت كارثة كبيرة على الشعب الفلسطيني وانعكست سلبًا على كل القطاعات الحياتية لهم، مبيّنًا أنها لم تُعطِ السلطة أي سيادة على الأرض إنما التزام التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وطالب كل القوى الفلسطينية المقاومة التي تؤمن بخط الجهاد بالعمل على تشكيل "وحدة مقاومة" يكون لها عمق شعبي في الخارج، بهدف تغيير السلطة وقيادة المنظمة، في ظل فشل خط أوسلو و"عملية التسوية".
تجدر الإشارة إلى أن عباس لجأ إلى جعل المنظمة بديلا عن الشرعية الانتخابيّة عند اقتراب انتهاء ولايته من رئاسة السُّلطة عام 2008، باستدعائه شرعيّةَ المنظمة من بوابة المجلس المركزيّ لينتخبه رئيسًا لدولة فلسطين، وذلك تجنبًا لتنظيم انتخابات رئاسيّة أو شغور المنصب.