شيع الآلاف من أبناء شعبنا، بعد ظهر اليوم، جثمان الحاج دياب المصري "الضيف" والد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، إلى مثواه الأخير، في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وانطلقت مراسم الموكب الجنائزي، من منزله بمخيم خان يونس، إلى المسجد الكبير وسط المدينة للصلاة على جثمانه، ثم إلى مقبرة العائلة غربا لمواراته الثرى.
وشهد التشييع مشاركة رسمية وفصائلية وشعبية واسعة، تقدمه رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس لجنة المتابعة الحكومية عصام الدعليس، وعدد من قادة حماس وكتائب القسام، وقادة الفصائل الفلسطينية، والشخصيات الوطنية والمجتمعية.
وقال القيادي في "حماس" النائب يونس الأسطل، في كلمة خلال التشييع: "حسبك يا أبا فتحي أن من بنيك من تفتخر به الأمة بأسرها المجاهد الكبير قائد أركان المقاومة القائد محمد الضيف"، مضيفا: "حسبك أن هذا من صلبك وأن الافتخار به فخر لك في الدنيا وأجر عظيم لك في الآخرة".
وتابع: "نم قرير العين لأن غرسك وغرس بنيك وإخوانه قد أثمر إساءة وجوه الصهاينة، واقتحم مرحلة وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة منذ معركة سيف القدس في جولتها الأولى".
وشدد الأسطل على أنه "لم ترفع الأصابع عن الزناد ولن يتوقف القتال والمقاومة، حتى يُكنس المحتلون والمطبعون والمنسقون والمنافقون والفاسقون لتعود أرضنا مقدسة كما هي ولتظل مباركة للعالمين".
ومضى يقول: "حسبنا أن قائد أركان المقاومة كان زميلا للمجاهد المهندس يحيى عياش في تأسيس المقاومة عبر الأحزمة الناسفة وجيش الاستشهاديين، وطور المقاومة مع إخوانه وأدخل إليها تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة وغير ذلك مما تخبئه المقاومة في البر والبحر والجو، والتي باتت رعبا حقيقيا لأعدائنا".
وأشار الأسطل إلى أن "مقاومتنا ستظل تفاجئ الاحتلال من حيث لا يحتسب بأسلحتها وتكتيكاتها وقدرتها بالسيطرة على الميدان، ولن تتوقف عند تحرير فلسطين بل ستكون في مقدمة الأمة في إنهاء حقبة الحكم الجبري وعودة أمتنا في ظل الخلافة الإسلامية الراشدة عما قريب".
من ناحيته، قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر: "يودع شعبنا اليوم والأمة العربية والإسلامية رجلاً من رجالات فلسطين مجاهدًا صابرًا مؤمنًا أنجب 11 ولدًا بينهم قائد أركان المقاومة في فلسطين".
وأضاف: "إننا حينما نودع رجلا من هذا النوع، لنؤكد بكل ثقة للعالم كله، أننا ماضون من خلفه، صابرون مجاهدون ثابتون حتى تحرير فلسطين".
وتابع بحر: "نثق بالله ثم بشعبنا ومقاومتنا وقادة المقاومة بأننا قادمون لتحرير فلسطين وما سيف القدس إلا مقدمة للتحرير"، مشيرا أن معركة سيف القدس كشفت زيف الاحتلال وأذلته وقهرته وكسرت أسطورة جيشه الذي ادعى أنه لا يقهر.
وقدم التعزية للقائد محمد الضيف وعائلته ولحركة حماس ولشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية.
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة له خلال التشييع: "تمثل زرع الحاج دياب المصري بنجله أبو خالد الذي ارتبط اسمه بالمقاومة والقدس، ومعركة سيف القدس الأخيرة خير دليل".
وتابع: "الأب والمربي دياب الضيف لم يمت لأنه ترك خلفه من يدافع عن الأمة ويقاوم المحتل، أبو خالد الذي يحمل سيف الجهاد وهَمّ الأمة".
وأضاف البطش: "نودع اليوم والد أبو خالد الضيف الرجل الذي ترك بصمة كبيرة بتربيته الصالحة في أبنائه الذين خرج من بينهم من يرفع شارة المقاومة".
وأكد أن "عهدنا بكم دائما إخواننا في حماس هو الوفاء للراحلين الآباء والمربين والمجاهدين، والدفاع عن الأرض والعرض سيرا على خطاهم".