كشف الخبير العسكري رون بن يشاي عن أن ما توصف بالحرب متعددة الجبهات بين (إسرائيل) وإيران مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، وآخرها استهداف طهران ما تقول إنه منشأة للموساد في أربيل بكردستان العراق، ردا على هجوم إسرائيلي على موقع إيراني لتصنيع طائرات مسيرة.
وأوضح الخبير العسكري أن الحرب بين الطرفين تجري على 4 جبهات رئيسية: أولاها وقف الأسلحة النووية الإيرانية، والثانية منع تواجدها العسكري في سوريا، والحيلولة دون إقامة جبهة لبنانية سورية إيرانية مشتركة في شمال شرق أراضي الـ48، والثالثة التعامل مع المساعي الإيرانية لتسليح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحزب الله بصواريخ دقيقة، والرابعة الجبهة البحرية حيث تعرضت سفن إيرانية تحمل أسلحة وسفن إسرائيلية لهجمات متبادلة.
وأشار بن يشاي إلى أن ما تخوضه (إسرائيل) في الساحات الثلاث الأخيرة يتجسد في الأراضي السورية والعراقية ومنطقة الخليج والبحرين الأحمر والمتوسط، وتنفيذ عمليات إلكترونية إسرائيلية في الأراضي الإيرانية، انتقاما من الهجمات الإلكترونية الإيرانية على محطات البنية التحتية الإسرائيلية، مثل محاولة إتلاف محطة مياه الشرب قبل عامين، فضلا عن منظومة الطائرات المسيرة التي نفذت محاولات فعلية لضرب (إسرائيل) بطائرات متفجرة.
ورأى الخبير العسكري أن الهجوم على مصنع الطائرات المسيرة -الذي نُسب إلى (إسرائيل)- تطور مهم في العمليات الجارية لعرقلة ما وصفه بالاعتداءات الإيرانية وترسيخها في المنطقة.
وفي الهجوم على مصنع الطائرات المسيرة في كرمانشاه (غربي إيران) -حسب تقارير إعلامية- تم استخدام 6 طائرات مسيرة إسرائيلية، تحمل كمية كبيرة جدًّا من نوع خاص من المتفجرات التي تسببت في دمار هائل داخل المصنع وحوله، وفق بن يشاي.
لذا -كما يقول الخبير العسكري- فلا عجب أن ردّ الإيرانيين كان هجوما قاسيا على مبنى مدني في أربيل بكردستان العراق، في حين تقول طهران إن الهجوم استهدف مقرا للموساد.
في كلتا الحالتين، تتسع الحرب متعددة الجبهات وتتصاعد، وإذا كان تعطيل البرنامج النووي الإيراني الأولوية القصوى لـ(إسرائيل) في السابق فقد أصبحت هذه الحملة الآن على القدر نفسه من الأهمية.
ويقول الخبير، إن الأوساط العسكرية لدى الاحتلال تنظر بعين من الدهشة لسرعة ما طوره الإيرانيون من صناعة الطائرات المسيرة ردًّا على التفوق الجوي الإسرائيلي في سماء المنطقة، إذ بنى الإيرانيون منظومة الطائرات المسيرة لتقليد نظيراتها الأميركية، واستخدموها ليس فقط ضد (إسرائيل) بل ضد السعودية والإمارات وأهداف في العراق أيضا، ولعل أخطرها الهجوم على منشآت تكرير النفط السعودية في سبتمبر/أيلول 2019، مما تسبب في وقف نصف صناعة تكرير النفط السعودية لمدة نصف أسبوع.
وتضيف أنه لعل مكامن الخوف الإسرائيلي من منظومة هذه الطائرات المسيرة أن إيران تسلمها لحلفائها؛ الحوثيين في اليمن ضد السعودية والإمارات، والتنظيمات الموالية لها في العراق ضد القوات الأميركية.
وهكذا -والكلام للخبير- يتم تشغيل الطائرات المسيرة ضد أهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعلى مسافات تصل إلى ألف كيلومتر أو أكثر، مما يجعلها تهديدًا حقيقيًّا للمنشآت العسكرية ومنشآت البنية التحتية الحيوية في (إسرائيل).