أظهرت النتائج الأولية لتشريح جثمان الشهيد سند الهربد (27 عامًا) من مدينة رهط في النقب داخل الأراضي المحتلة عام 48، أنّ أحد أفراد وحدة "المُستعربين" في شرطة الاحتلال أطلق رصاصة عليه في الظهر وأخرى في مؤخرته ما أدى لاستشهاده، وهذا دليل على أنه لم يُشكّل خطرًا على الشرطي الذي قتله.
وبحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصادرَ مُطّلعةٍ على نتائحِ تحقيق قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة ("ماحاش") مساء اليوم، الأربعاء، فإن التحقيقات تشير بشكلٍ واضحٍ إلى أنّ الشرطي تعمّد إعدام الهربد وهو أبٌ لأربعة أطفال، ولم يُشكّل عليه أيّ خطر.
وأُجريت عملية تشريح لجثة الشهيد الهربد في معهد الطب الشرعي في أبو كبير، أمس الثلاثاء، ومن المُتوقّع أن تصدر النتائج خلال الأيام المُقبلة، ورجّحت "هآرتس" أن تقود نتائج التحقيق إلى إخضاع الشرطي القاتل إلى جلسةِ تحقيقٍ إضافية.
كما أظهر تحقيق "ماحاش" أنه بالتوازي مع جريمة استهداف الهربد "التي استمرت عدة ثوان"، "اقترب مواطنان آخران من الشرطي واندلع تبادل لإطلاقِ النارِ في المكان بينهما وبين عناصر أمن الاحتلال، تم خلاله إطلاق عشرات الأعيرة النارية باتجاه عناصر الشرطة، وتمكّنا من الفرار من المكان.
وقد قرّرت "ماحاش"، أمس الثلاثاء، إبعاد الشرطي القاتل عن العمل لمدة أسبوع وسحب سلاحه الشخصي منه، علمًا بأنه حظيَ بدعم وزير أمن الاحتلال عومير بار-ليف، الذي تبنّى مزاعم الشرطة بأنّ الهربد حاول إطلاق النار باتجاه القاتل وأنه عُثر بحوزته على مُسدس مُلقّم غير مُرخّص؛ والمُفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، الذي ربط بين عملية المستعربين والشاباك في رهط، والعمليتين في مُخيّم بلاطة وقلنديا (فجر الثلاثاء) حيث استُشهد الشاب علاء شحام والفتى نادر ريان.
وشيّعت جماهيرٌ غفيرةٌ من أبناء شعبنا داخل أراضي عام 1948، اليوم، جثمان الشهيد إلى مثواه في مدينته.
وعمّ الإضراب الشامل، رهط، احتجاجًا على استشهاد الهربد، وذلك تلبيةً لقرارِ بلدية رهط ولجنة التوجيه العُليا لعرب النقب، المُنبثقة عن لجنة المتابعة العُليا للجماهير العربية.
وأثار استشهاد الشاب الهربد ردود فعلٍ غاضبة في أوساط أبناء شعبنا داخل أراضي عام الـ48، وقال رئيس المجلس المحلي في رهط الشيخ فايز أبو صهيبان: قتل شخصٍ من قِبل شرطة الاحتلال وسط عمليةِ اعتقالٍ يتطلّب تفسيرات، وهناك حاجةً مُلحّة لإجراء تحقيقٍ مُعمّق.
وكانت لجنة التوجيه العُليا لعرب النقب دعت إلى تشكيلِ لجنةِ تحقيقٍ مُستقلّة للوقوفِ على ملابسات استشهاد الشاب الهربد، ومُحاكمة المسؤولين، وأكدت رفضها التعامل مع المجتمعِ العربي بعقليةٍ عدائية.
