فلسطين أون لاين

تقرير الزجاجات الحارقة.. "قنابل" تؤرق جيش الاحتلال

...
شاب فلسطيني يلقي زجاجة حارقة على جيبات الاحتلال (أرشيف)

 

تصاعدت في الآونة الأخيرة، ظاهرة إلقاء الزجاجات الحارقة "المولوتوف" على مركبات جيش الاحتلال، خلال اقتحامها المدن الفلسطينية، أو وجودها على الطرق الالتفافية والمخصصة للمستوطنين، وشكلت مصدر أرق وإزعاج لأجهزة أمن الاحتلال، خصوصا مع عجز هذه الأخيرة عن وقفها.

وقال الكاتب الصحفي حامد البيتاوي، إن "استخدام الزجاجات الحارقة، أسلوب من أساليب المقاومة الشعبية المهمة، لكونها غير مكلفة، وذات أثر نفسي ومعنوي على الاحتلال، ما يفقد المستوطنين الشعور بالأمن".

وبين البيتاوي لوكالة "قدس برس" أن "الاحتلال ينظر بقلق، لارتفاع عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة في الضفة والقدس، ويسعى إلى سن عقوبات بأحكام عالية على ملقيها، بعد أن كانت عقوبتها في الماضي أشهرا قليلة".

ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن "الزجاجات الحارقة وسيلة مقاومة مؤلمة للاحتلال؛ لما تلحقه من أضرار مباشرة في المركبات العسكرية؛ ولأن منفذيها من الأفراد الذين تصعب ملاحقتهم وتحديد هوياتهم، لكونهم يتوارون في أحياء المدينة المكتظة بالمباني والسكان".

وقال إن "الزجاجات الحارقة، هي قنابل الفقراء التي لا يحتاج إعدادها إلى أكثر من ثلاثة شواقل (أقل من دولار أمريكي)، وهو ثمن الوقود المستخدم فيها" على حد قوله.

من جهتها، قالت الناشطة الفلسطينية، فادية البرغوثي، إن "الشعب الفلسطيني ابتكر أساليب النضال وطورها، بدءًا من الحجر والمقلاع والزجاجات الحارقة، وصولا إلى العمليات المسلحة، حيث تحدد صفات المقاوم وخبراته وإمكاناته الأداة المستخدمة في المقاومة".

وأشارت البرغوثي إلى أن "الزجاجات الحارقة انتشرت فترة الانتفاضة الأولى بكثافة، لسهولة صنعها وقلة تكلفتها وأثرها المادي على الاحتلال، وأثرها النفسي الكبير على المقاوم، بمنحه شعور الرضى عند إلحاقه ضرراً مادياً حقيقياً في مركبات الاحتلال وأفراده".

ورأت أن "الشباب الفلسطيني لجأ إلى هذا النوع من المقاومة، لصعوبة الحصول على السلاح، بسبب ندرته وتكلفته العالية ومتابعة الاحتلال لأي محاولة للحصول على السلاح، فكانت الزجاجات الحارقة أداة وسط ما بين الحجارة والسلاح".

وأوضحت البرغوثي أن "الاحتلال يسعى إلى رفع كلفة استخدام الزجاجات الحارقة؛ من أجل وأد أي نوع من أنواع المقاومة والحد من انتشارها، لكنه لم ينجح في ذلك".

يشار إلى أن الشعب الفنلندي هو أول من استخدم الزجاجات الحارقة، خلال احتجاجه عام 1939 على اتفاق وقعه وزير الخارجية السوفيتي "فايا شسلاف مولوتوف" مع الدولة الألمانية، وتتكون هذه الأداة من قارورة زجاجية، ومادة قابلة للاشتعال، بالإضافة إلى قطعة قماش، تشتعل لحظة رميها على الهدف.

المصدر / فلسطين أون لاين