لم تتنازل المرأة الفلسطينية في بلدة بيتا عن الدور الكبير والفعّال الذي تقدمه في الدفاع عن أرضها ومساندة الشباب في المقاومة الشعبية للدفاع عن أرضهم التي يسعى المستوطنون للاستيلاء عليها، لتثبت كما في كلّ مراحل النضال الفلسطيني رمزيتها في الدفاع عن أرضها وللحفاظ على هويتها وثقافتها كتفًا بكتفٍ مع الرجل.
أبدعت آمال خضر من بلدة بيتا إلى جانب سيدات البلدة في الدفاع عن أرضهن، إيمانًا منهن بدور المرأة الفلسطينية في النضال والتي لم تتوقف يومًا عن العطاء رغم العبء الكبير الذي تتحمله والألم، إلا أنها تواجه ذلك بعزيمة وصمود لأجل أرضها التي هي بمنزلة الكنز الذي لا يمكن تعويضه.
تقول لصحيفة "فلسطين": "لم تكتفِ المرأة الفلسطينية بما تقدمه من أساليب نضال ودفاع عن أرضها وهو دفع أبنائها لمقاومة الاستيطان على الرغم من أنها لا تضمن عودته، فقد عمِلتُ بمشاركة سيدات أخريات على تحضير الطعام لحرّاس الجبل لتعزيز صمودهم بشكلٍ غير منظم".
وتحوّل هذا الفعل مبادرة منظمة أُطلق عليها "أقل واجب" تبثّ النساء من خلالها دورهنّ الطليعي في النضال الوطني من خلال تقديم وجبات غذائية للشباب المرابطين بدعمٍ نسويٍّ خالص، إذ يقمن بتحضير الطعام في البيوت، ويطهين وجبات للشبان المتظاهرين إذ تندلع المواجهات أسبوعية في محيط جبل صبح ببلدة بيتا جنوب نابلس، ويتم التنسيق مع أحد المتظاهرين ليأتي ويأخذ الطعام لـ"حراس الجبل".
وتشير خضر إلى أنّ بلدة بيتا تعد منطقة حيوية تفصل بين مدن الجنوب عن الشمال، والاستيلاء عليها بمنزلة كارثة ولابدّ من دفاع الجميع عنها، رجالًا ونساءً، "فهو حقٌّ على كلّ الفلسطينيين لتثبيت هويتنا باعتبارها حقًّا لا يقبل التنازل".
ولا يقتصر دور النساء على تقديم الدعم اللّوجستي والنفسي، فقبل ذلك تُقدم دماء أبنائها دفاعًا عن الأرض ومقاومة المحتل، إلى جانب الدعاء، كما تؤكد خضر.
وعلى مدار المراحل التي مرّت بها القضية الفلسطينية عاشت المرأة الفلسطينية المراحل النضالية بكلّ أشكالها ووضعتها أمام دورها في المقاومة الشعبية، ولذلك توجه دعوتها لها في اليوم العالمي للمرأة بأن تتخطى حاجز الخوف الذي يعترض طريقها وأن يكون لها دور على نقاط التماس كافة.
رافد شعبي قوي
على حين ترى شروق "أم عامر" في دورها وسيدات البلدة في المقاومة الشعبية على جبل صبيح، رافد شعبي وتضامني قوي أعاد للعمل التطوعي هويته.
وتحرص شروق على الاستيقاظ باكرًا لأجل تجهيز بيتها من ترتيب وإعداد الطعام، لتشارك نساء بيتا في تقديم العون والمساعدة من إعداد الطعام وتقديم الإسعافات الأولية للشباب المرابطين على الجبل، ولكنّ الخوف لا يتجاوز قلبها من أن يعود أحد أبنائها جريحًا أو شهيدًا، وتذكر أنّ بعض السيدات تُجهّز بيتها يوميًّا لذلك.
وطبيعة الأحداث القائمة تفرض عليها المشاركة في الدفاع عن الجبل، وتحرص في المقابل على تقديم الدعم النفسي لابنها قبل دفعه نحو مشاركة في التظاهرات الشعبية.
وفي اليوم العالمي للمرأة تؤمن شروق بأهمية مشاركة المرأة الفلسطينية بالمقاومة بجميع أشكالها إلى جانب الرجل، فهي التي تُربّي أجيالًا كي تكون قضيتهم الأولى هي فلسطين، ليدافعوا عن أرضهم ويحمونها من التهويد والمصادرة.
وفي حين تقول الشابة ختام دويكات إنها سمعت الكثير من القصص عن مشاركة النساء في ميدان المقاومة الشعبية في زمن الانتفاضتين الأولى والثانية، وجادت بمالها ونفسها وابتدعت وسائل الدعم للمقاومة، تؤكد سعي نساء بيتا لتطوير فكرة المساندة ودعم الشباب، لتعزيز صمودهم وعدم تركهم وحدهم بمواجهة الاحتلال.
وتُشدّد على أنّ المرأة الفلسطينية هي السند الأول للمُرابطين على الجبل والمقاومة الفلسطينية أينما وجدت، فهي من ترسل ابنها وزوجها، وتساند المُسعفين في إسعاف الجرحى وتقديم الطعام والشراب، وتحفيز الشباب بالأدعية، "فلولا دور المرأة وما تُقدّمه لأجل أرضها وقضيتها ما كان سيستمر النضال الشعبي، فدورها أساسي ولا يقتصر على الشباب فقط".