لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بتغييب عطاف جرادات وأبنائها الثلاثة خلف قضبان السجون، بل لجأ إلى هدم منزلهم في بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ووافقت جريمة الهدم التي نفذها جيش الاحتلال، أمس، اليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس/ آذار من كل عام. وبدلًا من أن تحيي عطاف (49 عامًا) يومها العالمي مع أسرتها، كانت واحدة من ضحايا المحتل واختزلت مناسبتها خلف قضبان السجن.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها 150 آلية عسكرية بينها جرافات ثقيلة اقتحمت السيلة الحارثية وفجرت منزل الأسير محمد يوسف جرادات المكون من طابقين، ويؤوي عشرة أفراد، إضافة إلى تفجير منزل والد الأسرى غيث وعمر ومنتصر وزوجته الأسيرة عطاف.
ويلجأ جيش الاحتلال إلى هدم منازل أهالي الشهداء والأسرى المتهمين بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل جنود أو مستوطنين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل.
ولم تتوقع عطاف هدم جيش الاحتلال منزلها في اليوم الذي يصادف مناسبة يحتفل بها العالم كل عام احترامًا وتقديرًا لدور المرأة في خدمة المجتمعات. لكن بالنسبة للنساء الفلسطينيات فإن هذه المناسبة تنكأ جراحهن وتُذرف دموعهن؛ فمنهن من فقدت نجلها أو زوجها أو شقيقها أو كليهما معًا، في وقت يصر الاحتلال على تغييب أخريات منهن خلف قضبان السجون وإلحاق المعاناة بهن.
واستقبلت عطاف المعتقلة في سجن "الدامون" خبر هدم منزلها من خلال الأخبار، وفوجئت بشدة من ذلك، لكنها تبدو صامدة كما يقول نجلها أسد جرادات لصحيفة "فلسطين".
ولفت إلى أن فرصةَ اتصال به أتيحت لها صباح أمس، أرسلت فيها رسالة له وللعائلة وأهالي السيلة الحارثية مفادها أن التصدي لجريمة الاحتلال هذه يكون بالصمود، وأن دماءنا فداء للإسلام وفلسطين والمسجد الأقصى، وأن هذه الجريمة لن تزيدنا إلا فخرًا واعتزازًا.
وعلَّق المتحدث باسم نادي الأسير أمجد النجار على جريمة تفجير الاحتلال منزلي جرادات، بقوله إن هدمها يندرج ضمن مسلسل الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا، في مخالفة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وعدَّ النجار في حديث لـ"فلسطين" هدم البيوت سياسة عقاب يصر الاحتلال على تنفيذها دون مسوغ، لكن في ظل انشغال العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية فإن المحتل يمارس القمع والتنكيل بحق الأسرى والأسيرات وذويهم تزامنًا واليوم العالمي للمرأة.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس القهر بحق 32 أسيرة يقبعن في السجون.
وانتشرت مشاهد مصورة لتفجير الاحتلال المنزلين في السيلة الحارثية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورافق ذلك ردود فعل غاضبة ومناوئة من نشطاء ورواد هذه المواقع لسياسة هدم منازل المواطنين التي يتبعها المحتل منذ سنوات طويلة في الأراضي المحتلة.