قائمة الموقع

لقاءُ "الشيخ" مع قادة الاحتلال.. غرقٌ في وحل التنسيق الأمني لإخمادِ المقاومة

2022-03-09T10:34:00+02:00
الشيخ خلال أحد استدعاءات الاتسيق الأمني (أرشيف)

عدّ مُحلّلان سياسيّان أنّ لقاء وزير الشؤون المدنية بسلطة رام الله حسين الشيخ، مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، يأتي في إطار إخماد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وأنه بمنزلةِ تجاهلٍ لقراراتِ اللجنة المركزية بوقفِ كلّ أشكالِ التنسيق الأمني.

وكشفت مصادر إعلامية عبرية عن زيارة وفدٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ يضمُّ مسؤولة مكتب وزير جيش الاحتلال بيني غانتس ومُنسّق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة غسّان عليان، إلى رام الله ولقائه بالشيخ الليلة قبل الماضية.

ورأى أستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية د. أمجد شهاب أنّ هذه اللقاءات تأتي لوأد المقاومة في الضفة الغربية خاصّة مع تصاعدِها في مُخيّم جنين والقدس المحتلة، مُعتبرًا أنها امتيازات تحصل عليها السلطةُ لدعمِها أمام جمهورها.

وأوضح شهاب في حديثٍ لصحيفة "فلسطين" أنّ السلطة فقدت السيطرة على مناطقَ واسعةٍ في الضفة الغربية وخاصّةً منطقة جنين، وذلك لفشلِها في حمايةِ الشعبِ الفلسطيني، وغرقِها في وحلِ التنسيق الأمني.

وأشار إلى أنّ الزيارة تمّت بناءً على طلب الشيخ بسبب توترِ الوضاع الأمنية في الضفة الغربية ومدينة القدس، وأنه يجب تقديم شيءٍ على أرض الواقع يخدم مصالح السلطة، مُردفًا أنّ حالة الاحتقان والغليان التي تُسيطرُ على الشباب الفلسطيني، والتي كان آخرها عملية الطعن في القدس دليلٌ على أنّ الوضع بات على صفيحٍ ساخنٍ وقابلٍ للانفجار في أيّ لحظة.

واعتبر شهاب أنّ هذه اللقاءات تُشيرُ إلى رضا السلطة بالحلّ الاقتصادي، وأنّه مجرد جلوس الشيخ مع قادة الاحتلال يعني عدم وجود حلٍّ سياسيٍّ، مُضيفًا أنّ القضيةَ الفلسطينيةَ بوجودِ السُّلطة تحوّلت من سياسيةٍ إلى إنسانية، مع استفادةِ السلطةِ من امتيازات وبطاقات (VIP) لقياداتها وتصاريحَ للعمال.

ولفت إلى عدم وجود قرار سياسي بمواصلة المقاومة ضد الاحتلال في الضفة الغربية، مُتسائلًا: "هل أوقفَت هذه اللقاءات الاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت وتهجير المواطنين من حيّ الشيخ جراح وجبل المكبر، وهل أنقذت حياة المقاومين من جرائم القتل والاغتيال، وهل رفعت الحواجز التي يزيد عددها على 500 حاجز؟".

دور وظيفي

ورأى أنّ دور السلطة بات وظيفيًّا للاحتلال بل صارت هي جزءًا منه. وفيما يتعلق بلقاءات الشيخ ودوره في خلافة محمود عباس رئيس السلطة وحركة فتح، أوضح أنّ قضية خلافته عباس تكون عبر لقاءاتٍ بمستوى أعلى، كالجلوس مع رئيس وزراء أو وزير خارجية بحكومة الاحتلال.

وتوقّع عقد لقاءات أخرى على مستويات أعلى مستقبلا، إذ إنّ الشيخ له قبول من مؤسسات الاحتلال، وهو مُرشّحهم الأقوى والأوفرُ حظًّا، وهناك أريحية للعمل معه، وستقوم حكومة الاحتلال بدعمِه لخلافة عباس.

وقال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح د. رائد نعيرات إنّ السلطة تستجدي الشرعية من الاحتلال، إذ تريد لهذه العلاقة أن تأخذ الطابع السياسي، لكنّ الاحتلال يرفضُ ذلك مرارًا وتكرارًا، وهو ما يؤكده دائمًا عبر تصريحاتِ قادته.

وأضاف نعيرات في حديث لـ"فلسطين" أنّ لقاء الشيخ قادة الاحتلال من هذا المستوى يعكسُ قضية الإشكاليات التي تُعاني منها السلطة، الأمنية والاقتصادية بالدرجة الأولى.

ونوّه إلى أنّ طبيعة الحياة السياسيّة على الساحة الفلسطينية تُشير إلى أنّ عملية الانتقال لمرحلةِ ما بعد عباس لن تكونَ سهلة.

وأكد أنّ وقفَ التنسيق الأمني أو الانفكاك عن الاحتلال لن يكون استراتيجية لدى السلطة في يومٍ من الأيام، وأنّ قرارات وقفه ليست ذات جدوى حتى وإن صدرت عن مجالسَ مثل المجلس المركزي.

اخبار ذات صلة