فلسطين أون لاين

مسؤول العلاقات الوطنية بحماس في الضفة

حوار "البرغوثي": كتيبة جنين تمثل حالة وطنية عظيمة يجب حمايتها وتعزيزها

...
جاسر البرغوثي مسؤول دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" بالضفة الغربية (أرشيف)
غزة/ محمد حجازي:

قال مسؤول العلاقات الوطنية بحركة حماس في الضفة الغربية جاسر البرغوثي: إن كتيبة جنين تمثل حالة وطنية عظيمة في مقاومة الاحتلال، مشدداً على ضرورة حمايتها وتعزيزها والافتخار بها، وليس اعتبارها مؤشرات مقلقة وتهدد النسيج الوطني كما تدعي السلطة الفلسطينية.

وتشكلت كتيبة جنين قبل نحو عام، وتضم عددًا من الفصائل المسلحة وخاضت اشتباكات متكررة مع الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين.

وأشاد البرغوثي بحالة اللحمة الفصائلية التي تتمثل بكتيبة جنين، والتي أُنشئت لمحاربة ومقاومة الاحتلال والدفاع عن المدينة من حالة الاستباحة في الدم الفلسطيني واعتقال المقاومين.

ودعا الفلسطينيين في محافظات الضفة لحمل السلاح وتشكيل غرف عسكرية لمقارعة ومواجهة الاحتلال على غرار مدينة جنين، للتصدي لهجمات الاحتلال ومستوطنيه المسعورة بحق الأهالي.

وجاسر البرغوثي من بلدة كوبر، قضاء رام الله هو أسير محرر ومبعد إلى قطاع غزة، واتهمه الاحتلال بأنه أحد قادة "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة حماس، واعتقله عام 2003 وحكم عليه بالسجن 9 مؤبدات، لمسؤوليته عن تنفيذ عدة عمليات قُتل فيها تسعة إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية، وتشكيل خلايا عسكرية وتحضيرها لتنفيذ هجمات ضد الأهداف الإسرائيلية.

ونظمت كتيبة جنين عرضاً عسكرياً في الثالث من مارس الجاري، شارك به عدد من المسلحين من مختلف الفصائل داخل مخيم جنين، وفي وقت سابق أعلنت الكتيبة في بيان عن تشكيلها وانطلاق عملياتها ضد مواقع الاحتلال، والتصدي لاقتحاماته المستمرة.

وأشار البرغوثي إلى أن حالة الوحدة العسكرية في جنين، مقلقة لقيادة الاحتلال والسلطة ومن يحالفهم، لكنه سيدفع الفلسطينيين لحمايتهم، والحفاظ على مشروعها.

وعد البرغوثي تصاعد عمليات المقاومة الشعبية في القدس والضفة الغربية، خلال الفترة الماضية يعود لظلم الاحتلال المتزايد ضد المقدسات والاستباحة بدمائه.

وتابع: "الفلسطيني أدرك مؤخراً فشل مشروع التسوية، وعدم المراهنة على قيادة السلطة، التي عززت منهج التفرد والإقصاء".

اعتقال الأسرى المحررين

واعتبر البرغوثي اعتقال الأسرى المحررين على أيدي أجهزة أمن السلطة وملاحقة النشطاء الفلسطينيين يأتي في سياق الاعتقال السياسي وبالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي. 

وأضاف، أن السلطة تكثف جهودها في التضييق على الحريات وحقوق المواطن في التعبير عن الرأي، لعدم صدقها مع نفسها أولاً وقلة ايمانها بمفهوم الشراكة الوطنية.

وأوضح البرغوثي أن الاعتقالات تأتي بالتزامن مع تزايد وتيرة الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال في مختلف مدن الضفة، والتغول في استباحة الدم الفلسطيني، والاستيطان المتزايد وتهجير الفلسطينيين من قراهم، وتدنيس المقدسات الإسلامية.

وبين أن جريمة الاعتقال السياسي التي تمارسها أجهزة أمن السلطة، تتزامن مع عجزها الكبير في بسط الأمن وانهاء حالة الفلتان ومحاربة الجرائم المنتشرة في الضفة.

وشدد البرغوثي على ضرورة حماية الفلسطينيين وممتلكاتهم، من حالة العبث والفوضى التي تشهدها بعض المدن في الضفة الغربية، داعياً الوجهاء والعائلات الكبرى لأخذ موقف وطني وتحمل مسئولياتهم الدينية والأخلاقية والوطنية.

وأردف بالقول السلطة مطالبة بتوضيح موقفها من تعاونها مع الاحتلال في ملاحقة المقاومين والأسرى المحررين وملاحقة النشطاء.

ووصف الاعتقال السياسي في الضفة بالجريمة الوطنية والمستهجنة من الكل الوطني أيا كان المستهدف، وخاصةً اعتقال السلطة للأسرى المحررين، والاعتداء عليهم وعلى المشاركين في استقبالهم.

واستهجن تركيز السلطة لاعتقال واستدعاء الأسرى المحررين فور الافراج عنهم من سجون الاحتلال، قائلاً: الهدف منه هو تحطيم معنوياتهم وكسر ارادتهم لأنهم رأس حربة للمقاومة. 

تعطيل منظمة التحرير

وفيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، قال البرغوثي إن رئيس السلطة محمود عباس حاول مراراً تعطيل مؤسسات منظمة التحرير، لإنهاء دورها الرئيس في حماية الفلسطينيين والتمسك بثوابته الوطنية.

وبين أن هدف عباس بإدماج المنظمة وجعلها ضمن دوائر السلطة يأتي للسيطرة عليها والتفرد بقرارتها والتهرب من الاستحقاق الديمقراطي المتمثل بالانتخابات.

وعد ادماج المنظمة في السلطة يأتي لخدمة متنفذين فيها لتمرير أهداف مشبوهة ومصالح خاصة، تحقق رغبات قيادة فاسدة وتخدم الاحتلال.

واستغرب من إصرار عباس وحركة فتح على عدم تطوير المنظمة أو إعادة بنائها، أو اشراك الفصائل الكبرى مثل حماس والجهاد الإسلامي فيها، واصفاً إياه بالخطيئة والجريمة الوطنية.

وأشار إلى أن السبب في تهرب عباس وحركة فتح من الالتزام بنتائج الحوارات السابقة وعدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه، لأنهم يدركون أنه سيتم تغير القيادة الحالية واختيار قيادة وطنية تؤمن بمشروع المقاومة وتمثل الشارع الفلسطيني.

واستنكر البرغوثي تفرد عباس والسلطة بقرارات مصيرية ودعوته لانعقاد المجلس المركزي دون توافق وطني، يثبت أن النهج الوحيد لهم هو التفرد بالقرار وبقيادة الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن اختطاف منظمة التحرير يدفع ثمنه الوطن بدماء أبنائه، بسبب فئة ارتضت على نفسها تدمير المنظمة والذهاب بها نحو الهاوية والضياع.

معركة الأسرى

وفيما يتعلق في معركة الأسرى في سجون الاحتلال التي تم الإعلان عنها قال البرغوثي: إن الأسرى سينتصرون على السجان في نهاية المطاف.

ودعا البرغوثي الكل الوطني للمشاركة في الفعاليات المستمرة لإسنادهم والمطالبة بتحقيق مطالبهم، وفضح جرائم الاحتلال بحقهم.

وأشار إلى أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال مماطلة الاحتلال في الاستجابة لمطالب الأسرى، وانهاء سياسته الهمجية والتعسفية بحقهم.

واستنكر صمت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان في العالم، التي تدعي أنها تنادي بالحريات واحترام حقوق المواطن أينما كان، متسائلاً أين دوركم والأسرى يتعرضون للموت البطيء والإهمال الطبي داخل السجون.