فلسطين أون لاين

​علاقة الأبناء ضعيفة.. فما العمل؟

...
خاص - فلسطين

أرسلت سيدة لـ"فلسطين" تسأل عمّا يتوجب عليها فعله لتقوية علاقة أبنائها، تقول: "ابناي (خالد 14 سنة، حسن 12 سنة)، علاقتهما معًا شبه مقطوعة، ليسا كأي أخوين يلعبان ويتحدثان، توتر العلاقة بينهما يزعجني كثيرًا، آمل منكم إسعافي بالحل السريع؟ فأنا أريدهما أخوين بمعنى الكلمة، علمًا بأني بذلت الكثير من المحاولات، وكذلك والدهم، ولكن دون جدوى".

*يجيب عن السؤال رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة إسماعيل أبو ركاب:

عزيزتي السائلة، طفلاك في سنٍ يشتدّ فيه حب التميز والرغبة في إظهار الشخصية، وقد تزداد المسألة تعقيدًا إذا شعر أحدهما أن الآخر مُفَضَّل عنه ومُقَدَّم عليه، أو لاحَظَ أنكما، أنت وزوجك، تهتمان بالآخر، ربما لتفوقه أو لأي سبب آخر، والبيوت تُصلح، بعد طاعة الله وذكره، بالحرص على العدل والتوازن في الجرعات العاطفية، ومن المفيد كذلك إصدار توجيهات مختلفة، والتكليف بمهام متباينة، وإظهار حاجتكما إلى خدماتهما ومساعدتهما لكما، والابتعاد عن المقارنات السالبة بينهما، فإن الله وَزَّع القدرات والمواهب، وما من إنسان إلا وله جوانب تميزه عن غيره، ونجاحنا يكون باكتشاف تلك المواهب وتنميتها.

وأرجو أن تحرصا، عند حصول خلاف، على العمل على فك الاشتباك دون الانتصار لطرف على حساب الآخر، وأفضل من ذلك أن تشغلوهما بالأمور المهمة، ولا بأس من أن نقول: "أنتما تختصمان هنا، وأنا أعمل وحدي ولا أجد من يساعدني، فأرجوك يا خالد أن تفعل كذا، وأنت يا حسن أن تقوم بكذا"، مع ضرورة كثرة الدعاء لهما وتجنب الدعاء عليهما؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقد قال عبد الله بن المبارك لرجل اشتكى من ولده: "هل دعوت عليه؟"، قال: نعم، فقال: "فأنت أفسدته".

ويمكن للأب أن يأخذ معه أحدهما ويترك الآخر، وفي اليوم الثاني يحصل العكس، حتى تقل فرص الاحتكاكات السلبية.

وأرجو ألا تُعلنا عجزكما، ولا تقارنوهما بالآخرين، ففي كل أسرة سلبيات وإيجابيات، ولا مانع من البحث عن الأسباب الحقيقية للخلافات، ومعالجتها بطريقة خفية، ولا تذكرا سلبيات أحدهما أمام الثاني، وأكثرا من الثناء على الجميع، ولا بد أن تتفقا على منهج موحد في التربية والتوجيه، فإن التناقض في التوجيهات له آثار سلبية.

كما أتمنى أن يجد الطفلان في البيت الوفاق والحب والتفاهم، واعلما أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، وبحرصنا على كل أمر يرضيه، كما أن أولادنا ينتفعون بصلاتنا وصلاحنا، وقد قال سعيد بن المسيب لولده: "إني لأتذكرك فأزيد في صلاتي لأجلك".