قائمة الموقع

زحف الاستيطان يهدِّد بابتلاع "عصيرة القبلية" ويثير مخاوف المزارعين

2022-03-05T08:27:00+02:00
الاستيطان بالضفة الغربية (أرشيف)

فشلت جميع محاولات السبعيني صبحي خلف، من قرية عصيرة القبلية جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة في الوصول إلى أرضه الزراعية، بقرار من قوات الاحتلال الإسرائيلي. 

ومنذ قرابة العام، تمنع قوات الاحتلال سكان عصيرة القبلية من الوصول إلى أراضيهم، بزعم قربها من مستوطنة "يتسهار" التي تشهد توسعًا مستمرًا على حساب الأراضي الفلسطينية.

يقول خلف لصحيفة "فلسطين": إن قوات الاحتلال استولت في الأعوام الماضية على مئات الدونمات من أراضي القرية وضمتها لـ"يتسهار"، في حين يمارس المستوطنون البلطجة بحق الأهالي، ويحاولون تخويفهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم بهدف قطع صلتهم بها.

اعتداءات مستمرة

ويضيف خلف إنه تعرض وأولاده السبعة لاعتداء المستوطنين عدة مرات خلال توجههم لزراعة أرضهم خاصة بعد أن حصلوا على موافقة من الجيش بالوصول إليها.

وتابع: يحرمنا الاحتلال من الوصول إلى أراضينا في المقابل يسمح للمستوطنين بالوصول لها وتوسيع المستوطنة.

ودعا خلف العالم الحر للوقوف إلى جانب المزارعين وأصحاب الأرض الأصليين للجم اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

ولا يختلف الحال بالنسبة للمزارع الخمسيني أحمد داود، الذي لا يستطيع فلاحة أرضه منذ نحو العام، في وقت يشاهد المستوطنين يعيثون فيها فسادًا.

يقول داود لصحيفة "فلسطين": إن جميع الأشجار التي زرعها في أرضه البالغة مساحتها دونمين منذ أكثر من 15 عامًا، تم حرقها واقتلاعها من قبل المستوطنين خلال الأشهر والسنوات الماضية، في محاولة لسلب أرضه وضمها إلى مستوطنة "يتسهار".

ويعرب عن خشيته من زحف المستوطنين إلى منازل سكان القرية وضم أراضيها للمستوطنة التي لا تبعد سوى 400 متر عن منازلهم، الأمر الذي يهدد وجودهم، مشيرًا إلى أن المستوطنين أقاموا قبل 10 أيام بركسًا على أراضي المزارعين.

وشدد داود: "لن نترك أرضنا وسندافع عنها مهما كلفنا ذلك من ثمن". 

زحف المستوطنين

من جانبه، أكد رئيس قرية عصيرة القبلية حافظ صالح، أن إقامة المستوطنين بركسا على أراضي القرية يهدف للاستيلاء على مزيد من أراضي القرية، وتوسيع مستوطنة "يتسهار" باتجاه بيوت المواطنين.

ولفت صالح لصحيفة "فلسطين"، إلى أن آخر بؤرة بالمستوطنة تبعد عن بيوت بالقرية نحو 200 متر، معربًا عن خشيته من تعرض الأهالي لهجوم من المستوطنين، ولا سيما بعد أن فتح الاحتلال طريقًا يمر بأراضيهم يسهل اعتداءات المستوطنين.

وأضاف: "إننا نسعى لتعزيز صمود أهالي قرية عصيرة، من خلال شق طرق زراعية قدر المستطاع، وإعفائهم من دفع اشتراكات المياه والكهرباء، كما نحاول تشجيع المواطنين على البناء في المناطق المهددة بالاستيطان".

وأشار إلى أن الاحتلال يحرمه أسوة بالمزارعين من الوصول إلى أرضه البالغ مساحتها 12 دونمًا لحراثها، مضيفًا: قبل عام وعندما توجهت برفقة المزارعين إلى حرث أرضي وعند الوصول لها مُنعنا من الوصول إليها من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.

وطالب صالح، السلطة في رام الله والمؤسسات ذات العلاقة بضرورة تعزيز المشاريع التحتية للمناطق المحاذية والقريبة من المستوطنات بهدف تعزيز صمود المواطنين في أراضيهم.

ترهيب الأهالي

من جهته، قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، إن قرية عصيرة القبلية، تعاني منذ أكثر من 20 عامًا من محاولة سلب أراضيها لصالح مستوطنة "يتسهار".

وأوضح أن الاحتلال يهدف من خلال اعتداءاته وإقامة بركس على أراضي المزارعين تهجير الأهالي من أراضيهم والسيطرة عليها.

وأشار إلى أن مستوطنة "يتسهار أقيمت على أراضي قرية بورين ومن ثم توسعت على أراضي قرى "مادما وعوريف وحوارة" وأيضًا على أرض عصيرة القبلية من الجهة الشرقية.

وبين جمعة أن قرى جنوب مدينة نابلس تعاني من جرائم الاحتلال ومستوطنيه بشكل مستمر بهدف ترهيب الأهالي ودفعهم إلى الرحيل لغرض توسعة المستوطنة وإنشاء شبكة طرق لربط المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية.

اخبار ذات صلة