منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاستغلاله من أجل جلب مزيد من المهاجرين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزيادة أعداد المستوطنين، ومن ثم القضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وفق مختصين بالشأن الإسرائيلي.
وبهذه الإجراءات، يحاول الاحتلال جاهدًا مواجهة الزيادة السكانية للفلسطينيين خشية أن يشكلوا "قنبلة ديموغرافية" تهدد وجودهم الاحتلالي.
وفي هذا السياق كشف رئيس قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية "يشاي ميرلنغ" أنه تم البدء في تحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية في مناطق قرب الحدود الشمالية في النقب، ووادي عربة، ووادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن، لصالح استيعاب اليهود الفارين من أوكرانيا.
وتعقيبًا على ذلك قال الباحث في الشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر: إن الاحتلال يستغل الصراع الروسي الأوكراني لجلب مزيد من اليهود المهاجرين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف جابر لصحيفة "فلسطين": إن هذه الحملة التي أعلنها الاحتلال سيعمل من خلالها على زيادة وتيرة الاستيطان ورفع أعداد المستوطنين في مختلف الأراضي الفلسطينية، والتخفيف من التواجد العربي في بعض المناطق، والقضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية.
وبين أن الاحتلال سيعمل بعد تسكين المستوطنين الجدد وتأهيلهم، على تعليمهم اللغة العبرية، والخدمة بالجيش والمؤسسات الإسرائيلية خدمة لمصالحه في المنطقة.
وتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تغول الاحتلال على الأراضي الفلسطينية في ظل تراجع دور السلطة وانشغالها بمشكلاتها الداخلية، لجلب المزيد من اليهود المهاجرين، وترك المواطنين وحدهم للتصدي للمخططات الإسرائيلية وقوانينها العنصرية.
بدوره قال المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي: إن الاحتلال يفكر بشكل دائم بالهجرة وجلب مهاجرين جدد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كونها رافدا أساسيا لزيادة أعداد المستوطنين.
وأضاف لافي لصحيفة "فلسطين": "إن فكرة الاحتلال مبنية على الهجرة واستيعاب كل يهود العالم في الأراضي الفلسطينية المحتلة على اعتبار أنها أرض الميعاد"، مؤكدًا أن الوكالة اليهودية ومؤسسات العاملة تنتهز كل الفرص على مستوى العالم لاستقبال مهاجرين جدد لتسكينهم في الأراضي المحتلة.
وذكر أن الاحتلال يطمح في جلب جميع اليهود من أوكرانيا كونهم متعلمين ويملكون الأموال ولا يحتاجون إلى الكثير لتأهيلهم ودمجهم في المجتمع، مردفًا: لكن يهود أوكرانيا لا يطمحون بالهجرة إلى الأراضي المحتلة، ويفكر غالبيتهم بالتوجه إلى غرب أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.
وتوقع أن تزداد عمليات قضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة عام 1948 مع الأيام والأسابيع المقبلة.
وبين أن الاحتلال يخشى أن يصل عدد الفلسطينيين لأكثر من 60% في الأراضي المحتلة عام 2050، واصفا إياهم بالـقنبلة الديموغرافية التي تهدد الوجود الاحتلالي.